عاجل

لأسباب دينية وثقافية واستغلال المستهلكين.. العراق تمنع دمية لابوبو

دمية لابوبو
دمية لابوبو

وأعلنت مديرية الرقابة التجارية في المحافظة، في العاشر من يوليو، إطلاق حملة لمصادرة الدمية، مؤكدة ضبط أكثر من 4 آلاف قطعة خلال يومين فقط، مع التهديد باتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين.

وبحسب السلطات، يعود قرار الحظر إلى جملة من الأسباب، أبرزها توصية من اتحاد علماء مسلمي كردستان، الذي اعتبر اللعبة تندرج ضمن "أمور اليانصيب والقمار"، وهو ما يجعلها "مكروهة شرعاً"، وفق ما صرح به قائم مقام أربيل، نبز عبد الحميد، لصحف عربية.

وأوضح عبد الحميد أن اللعبة تمثل عبئاً مادياً على الأسر، بسبب اضطرار الأطفال لشراء عدة قطع بهدف الحصول على لون معين، ما يدفع أولياء الأمور لشراء خمس قطع أو أكثر. كما اعتبر أن مظهر اللعبة "غير مريح نفسياً" ويترك أثراً سلبياً على الأطفال، مشيراً إلى تلقي شكاوى من الأهالي بهذا الخصوص.

وأكد عبد الحميد أن جميع القطع المضبوطة ستتم مصادرتها، وأن المخالفين سيواجهون عقوبات قانونية مشددة.

دمية "قبيحة لطيفة" تثير الجدل عالمياً

دمية "لابوبو"، التي صممها الفنان الصيني-البلجيكي كاسينغ لونغ، وتسوقها شركة "بوب مارت" الصينية العملاقة، تحظى بشعبية عالمية، وتباع عادة في صناديق مغلقة تُعرف بـ"الصناديق الغامضة"، ما يزيد من هوس اقتنائها بين هواة جمع المقتنيات حول العالم.

اعتبارات ثقافية ونفسية

وفي السياق ذاته، قال الباحث في الشأن النفسي أوسم أحمد لصحف عربية، إن قرار الحظر يستند إلى دوافع اقتصادية وثقافية ونفسية، موضحاً أن طريقة تسويق اللعبة من خلال "الصندوق الغامض" تمثل نوعاً من الاحتيال التجاري، وتجبر المشترين على شراء عدة صناديق للحصول على الشكل أو اللون المرغوب، ما يفرض عبئاً مالياً على الأسر.

وأشار إلى أن مظهر الدمية يتعارض مع القيم المجتمعية، ويمكن أن يثير مشاعر التوتر والقلق بدلاً من الراحة، مضيفاً أن التفاعل المتكرر مع شكلها قد يعزز من العدوانية أو الانزعاج لدى الأطفال، وأن استخدامها في البيئات الشخصية أو الدراسية قد يُسهم في نشر "طاقة سلبية" تؤثر على المزاج العام.

انتقادات لقرار الحظر

من جهتها، اعتبرت الأمينة العامة لمنظمة "أريج الحياة" للإغاثة وشؤون المرأة، سهير الخفاجي، أن قرار الحظر مبالغ فيه، ووصفت "لابوبو" بأنها لعبة لا تختلف كثيراً عن غيرها من الألعاب الشهيرة مثل "هاكي واكي" و"تشاكي".

وقالت الخفاجي للجزيرة نت إن التهديد الأكبر للأطفال لا يكمن في شكل دمية بل في المحتوى الذي يتعرضون له عبر الهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية، معتبرة أن الحديث عن "شيطنة" اللعبة غير مبرر، ولا يوجد دليل مباشر على تأثير ثقافي سلبي لها.

وتساءلت عن أسباب عدم حظر ألعاب أخرى أكثر خطورة مثل الألعاب النارية والمفرقعات التي قد تتسبب بأضرار جسدية مباشرة للأطفال.

تم نسخ الرابط