عاجل

4000 موقع إخباري وهمي بالذكاء الاصطناعي.. حرب التضليل تضرب جوجل

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

كشف الصحفي الفرنسي، جان مارك ماناش، أن أكثر من 4000 موقع إخباري زائف مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي تم إنشاؤها بهدف استغلال خوارزميات Google Discover ومحرك البحث، حسبما ذكرت مجلة “بريس غازيت" البريطانية.

مواقع مجهولة بداية 2024

وأوضح ماناش أن معظم هذه المواقع باللغة الفرنسية، لكن هناك بالفعل أكثر من 100 موقع باللغة الإنجليزية، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام قد لا تمثل سوى "قمة جبل الجليد".

ويُدير هذه المواقع عادة خبراء تحسين محركات البحث (SEO) بهدف تحقيق الربح، إما من خلال "الباك لينك" (لرفع ترتيب مواقع أخرى) أو بالظهور على Google Discover لجني أرباح الإعلانات.

وماناش، وهو صحفي استقصائي بارز عمل على قضايا الخصوصية والمراقبة منذ أواخر التسعينيات، كتب عن هذه الظاهرة في موقع Next.ink الفرنسي، كاشفًا أن المواقع تسطو على محتوى مواقع أخرى أو تختلق أخبارًا زائفة بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وبدأ ماناش تحقيقاته بعد أن لاحظ ظهور مواقع مجهولة بداية 2024، ومع طلابه في كليات الإعلام، رصد في البداية 70 موقعًا، لكنه وصل إلى أكثر من 4000 لاحقًا بالتعاون مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.

ويعتقد ماناش أن اثنين على الأقل من أصحاب هذه المواقع أصبحوا مليونيرات بفضل هذه التجارة. وهو يحتفظ بقائمة سرية بهذه المواقع لتسهيل تتبعها، خاصة وأن أصحابها يغيرون العناوين الإلكترونية باستمرار.

 Google Discover يمثل "آلة لصك النقود"

وأشار ماناش إلى أن Google Discover يمثل "آلة لصك النقود" لهؤلاء، إذ يدر عليهم آلاف الدولارات يوميًا من الإعلانات عبر Google Adsense.

وتعتمد Google Discover على اقتراح محتوى للمستخدمين استنادًا لسجل بحثهم ونشاطهم، وقد أصبحت مصدرًا رئيسيًا للزيارات للمواقع الإخبارية في المملكة المتحدة مثلما كشفت مجموعة Reach الإعلامية عام 2024.

ولكن ماناش أكد أن Discover يروج أيضًا لمحتوى زائف مثل مزاعم عن إلغاء العملات الورقية في فرنسا، أو منع الأجداد من إرسال الأموال لأحفادهم، أو سرقة الحكومة لمدخرات المواطنين لتمويل الحرب في أوكرانيا، بل وحتى اكتشاف هياكل خيالية تحت الجليد في القارة القطبية.

ويقول ماناش إن هذه المواقع تروج لمحتوى "هالوسيني" وتستغل العناوين الصادمة لجذب النقرات، مشيرًا إلى أن بعض هذه الأكاذيب انتقل إلى وسائل الإعلام الحقيقية مثل إشاعة إخضاع السيارات القديمة لفحص سنوي.

وأكد أن انتشار هذه الظاهرة في السوق الفرنسي سببه دروس منشورة على يوتيوب لكيفية "اختراق" Discover باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما شجع مزيدًا من المحترفين على دخول المجال بلغات وأسواق أخرى.

التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف يزداد صعوبة

ورصد ماناش أكثر من 120 جهة وشخصية تقف خلف هذه المواقع في فرنسا، من بينهم صحفيون سابقون ومدربون إعلاميون.

وأوضح أن من علامات هذه المواقع أسماء كتاب وهمية وصور بدون نسب لمصورين أو وكالات.

وحذر من أن "التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف يزداد صعوبة"، داعيًا الصحفيين والمراجعين للتحرك ضد هذا "التلوث" الذي يهدد الإعلام والديمقراطية.

وأكد ماناش أن على الصحفيين تطوير أساليب تبرز جودة عملهم الحقيقي، وعلى الجهات التنظيمية فرض الشفافية والتمييز بين المحتوى البشري والمولد آليًا.

وفي المقابل، تقول Google إنها تملك سياسات صارمة لمحاربة المحتوى منخفض الجودة، وتعمل على إبعاد هذه المواقع عن نتائج البحث وGoogle Discover.

وكما طور ماناش وفريقه إضافة إلكترونية تساعد المستخدمين على اكتشاف المواقع المولدة بالذكاء الاصطناعي.

واختتم ماناش بقوله: "يجب أن يعرف الناس الفرق بين المقالات الحقيقية والمحتوى الصناعي، ويجب أن تكون هناك عقوبات ضد من يضللون الجمهور ويخفون مصدر المحتوى".

تم نسخ الرابط