تفعيل القوانين وتطبيق العقوبات الحل الأمثل لمواجهة الشائعات

في ظل التطور الرقمي الهائل وتنوع منصات التواصل الاجتماعي وتعدد مصادر الحصول على المعلومات، أصبحت الأخبار والشائعات أسرع انتشارًا، ما يسبب بلبلة في الشارع المصري، وبات الأمر يحتاج إلى تدخل فعال من الدولة.
التطور التكنولوجي ساهم في انتشار الشائعات
وأكدت الدكتورة شيرين العدوي، أستاذ الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”، أن الشائعات ليست ظاهرة حديثة بل قديمة قدم البشرية، إلا أن التطور الهائل في وسائل الإعلام، لا سيما الرقمية منها، ساهم في تسريع انتشارها وتوسيع دائرة تأثيرها بشكل غير مسبوق.
وأوضحت العدوي أن التصدي لهذه الظاهرة المعقدة يتطلب فهمًا عميقًا للدوافع التي تقف خلفها، مع تبني استراتيجيات إعلامية مدروسة تستند إلى نظريات الاتصال المعروفة، بهدف الحد من تأثيرها وحماية الجمهور من المعلومات المضللة.
ومن أبرز النظريات التي أكدت عليها:
نظرية غرس الأجندة (Agenda-Setting Theory): التي تبرز دور وسائل الإعلام في تحديد ما يفكر فيه الجمهور، وليس فقط ما يفكر به. ولفتت إلى أهمية قيام المؤسسات الإعلامية الموثوقة بضبط الأجندة عبر التركيز على الحقائق وتفنيد المعلومات المغلوطة باستمرار.
نظرية الاستخدامات والإشباعات (Uses and Gratifications Theory): التي تؤكد أن الجمهور نشط ويختار المحتوى الذي يلبي احتياجاته، مما يحتم على الإعلام تقديم معلومات دقيقة وموثوقة تملأ الفراغات التي قد تستغلها الشائعات.
نظرية الحقن تحت الجلد (Hypodermic Needle Theory): رغم الانتقادات التي واجهتها، إلا أنها تسلط الضوء على التأثير المباشر للرسائل الإعلامية، الأمر الذي يجعل صياغة الرسائل الإعلامية الواضحة والمباشرة ضرورة لتفنيد الشائعات بفعالية.
وأضافت العدوي أن مكافحة الشائعات تحتاج إلى أدوات إعلامية متعددة أبرزها:
الشفافية والمصداقية: باعتبارهما الدرع الأول لمواجهة الشائعات، حيث تسهم الشفافية في بناء ثقة الجمهور وتثبيت مصداقية المؤسسات الإعلامية.
الاستجابة السريعة والدحض الفوري: ضرورة التعامل مع الشائعات فور ظهورها عبر قنوات إعلامية متعددة لتقليل فرص انتشارها.
تفنيد الشائعات بالحقائق: تقديم أدلة موثقة مثل الإحصائيات وأقوال الخبراء والوثائق الرسمية التي تكذب المعلومات المغلوطة.
بناء جسور الثقة مع الجمهور: من خلال التواصل المستمر والحوارات المفتوحة لتعزيز العلاقة بين الجمهور والمؤسسات الإعلامية.
التعليم الإعلامي والتوعية: تعزيز قدرة الجمهور على التمييز بين الخبر الصحيح والمزيف من خلال برامج التثقيف الإعلامي.
التعاون مع منصات التواصل الاجتماعي: لمراقبة المحتوى المضلل وتطوير أدوات تحقق أكثر فعالية في مواجهة الشائعات.
كما أكدت العدوي على دور الدولة في هذه المعركة، مشددة على أهمية تفعيل القوانين وتطبيق العقوبات على من ينشر الشائعات، معتبرة أن مواجهة الشائعات "معركة مستمرة تتطلب يقظة دائمة واحترافية إعلامية".
وختمت بأن الإعلام يمكن أن يكون "حارس الحقيقة" في زمن تتكاثر فيه المعلومات المغلوطة، من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات والمبادئ العلمية.