زيتون: السوق المصري قادر على النمو.. والدولة تُهيئ بيئة صناعية محفزة

تسعى مصر إلى مضاعفة إنتاج السيارات محليًا ليصل إلى 260 ألف سيارة سنويًا بحلول عام 2026، ضمن خطة وطنية شاملة لتعزيز التصنيع ودعم الاقتصاد الوطني، ويأتي ذلك في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي نحو توطين صناعة السيارات وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

وتأتي هذه الخطط في إطار "الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات"، التي أطلقتها الحكومة وتستهدف بناء قاعدة إنتاج قوية تستوعب الطلب المحلي وتفتح آفاق التصدير إلى الأسواق الإقليمية والإفريقية.

وقال منتصر زيتون، عضو رابطة تجار السيارات، في تصريحات خاصة، إن التحول الذي تشهده مصر حاليًا في قطاع السيارات يُعد نقلة نوعية غير مسبوقة. الوصول إلى 260 ألف سيارة سنويًا هدف طموح، لكنه واقعي في ظل التسهيلات الاستثمارية والبنية التحتية التي تُجهزها الدولة.

وأشار زيتون إلى أن التوسع في خطوط الإنتاج داخل المناطق الصناعية الجديدة، مثل شرق بورسعيد والعين السخنة، يعزز من قدرة السوق على جذب الشركات العالمية والمحلية، مؤكدًا أن توفير الحوافز الجمركية والضريبية يلعب دورًا محوريًا في تشجيع الاستثمار الصناعي في هذا القطاع.

وأضاف: "المستهلك المصري أصبح أكثر وعيًا بأهمية المنتج المحلي، وهناك فرصة حقيقية لتحقيق التوازن بين الجودة والسعر، خاصة مع الاتجاه نحو إنتاج سيارات كهربائية وهجينة توفر الوقود وتواكب المعايير البيئية."

وتتضمن خطة الدولة لتطوير القطاع تقديم حوافز متنوعة للمصنعين، تشمل تسهيلات في تخصيص الأراضي، وبرامج تمويل بفائدة منخفضة، بالإضافة إلى تبني برامج التدريب الفني لرفع كفاءة العمالة في قطاع التجميع والصيانة.

وتسعى مصر إلى جذب مزيد من العلامات التجارية الكبرى للدخول في السوق، بالإضافة إلى دعم المصنعين المحليين لرفع قدرتهم الإنتاجية، وهو ما من شأنه تقليل فجوة الطلب، وتخفيف الضغط على العملة الصعبة الناتج عن استيراد السيارات الجاهزة.

وأكد زيتون أن نجاح هذه الخطط يتطلب أيضًا تطوير شبكة الخدمات المساندة، مثل مراكز الصيانة، وخدمات ما بعد البيع، وتوفير قطع الغيار محليًا، وهو ما يُعزز من ثقة المستهلك في المنتج المحلي ويدعم تنافسيته.

وختم تصريحاته بالقول: "إذا استمرت وتيرة الدعم الحكومي بالشكل الحالي، وتمت إزالة العقبات البيروقراطية، فإن الوصول إلى إنتاج 260 ألف سيارة سنويًا بحلول 2026 ليس مجرد رقم على الورق، بل واقع يمكن تحقيقه بفضل الإمكانيات الموجودة في السوق المصري".