محمد رياض: دورة المهرجان القومي للمسرح الحالية هي الأصعب لكنها «حلم تحقق»

شهدت قاعة سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية، انطلاق فعاليات المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة الـ18 من المهرجان القومي للمسرح المصري، وذلك بحضور عدد كبير من الصحفيين والنقاد والمسرحيين، إلى جانب نخبة من الفنانين والمثقفين.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، أن الدورة الحالية تعد الأصعب والأكثر تحديًا بين الدورات التي تولى مسؤوليتها، رغم كونها الثالثة له على التوالي.
وأرجع رياض ذلك إلى ما وصفه بـ"التحول النوعي" الذي شهده المهرجان هذا العام، والمتمثل في نقل فعالياته إلى محافظات مصر المختلفة، لأول مرة في تاريخه.

كسر مركزية المسرح
وقال رياض:" منذ اللحظة الأولى لتولي رئاسة المهرجان، كان هدفي الأساسي هو كسر مركزية المسرح في القاهرة، وأن تصل العروض إلى كل ربوع مصر. الفن لا يجب أن يكون حكرًا على العاصمة، بل هو حق لكل مواطن في كل محافظة وقرية ونجع".
وأوضح أن هذا الطموح لم يكن سهل التنفيذ، لكنه أصبح ممكنًا بفضل الدعم الكبير من وزارة الثقافة، وعلى رأسها الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذي تبنى الفكرة بكل حماس وقدّم لها كل أشكال الدعم اللوجستي والمؤسسي.
وأشار رياض إلى أن الخطة كانت تستهدف إقامة الفعاليات في خمس محافظات، لكن تم الاستقرار على تنظيم العروض في أربع محافظات خلال هذه الدورة، لضمان جودة التنظيم وتقديم تجربة فنية وثقافية متميزة للجمهور المحلي.
جمهورًا حقيقيًا للمسرح
وأضاف رئيس المهرجان:" المحافظات التي زارها المهرجان هذا العام شهدت تفاعلًا غير مسبوق من الجمهور. الناس كانوا متعطشين للفن الراقي، والتجربة أثبتت أن هناك جمهورًا حقيقيًا للمسرح خارج العاصمة".
كما شدد رياض على أن نجاح هذه الخطوة لا يُعد فقط إنجازًا تنظيميًا، بل يعكس نقلة حقيقية في فلسفة المهرجان، ويكرّس لمفهوم "المسرح الوطني" القادر على التعبير عن مختلف فئات المجتمع المصري، وتقديم محتوى ثقافي يعزز الانتماء والوعي.
وفي ختام كلمته، أعرب رياض عن أمله في أن تتسع رقعة انتشار المهرجان في الدورات المقبلة، وأن تصل العروض المسرحية إلى أكبر عدد من المحافظات، مؤكدًا أن المسرح يجب أن يتحول إلى فن شعبي جامع يعبر عن وجدان المصريين كافة.
المهرجان القومي للمسرح المصري يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية السنوية التي تنظمها وزارة الثقافة، ويهدف إلى دعم وترويج الإنتاج المسرحي المحلي بمختلف أشكاله، وتكريم رموز المسرح المصري، بالإضافة إلى فتح أبواب جديدة للمواهب الشابة من خلال عروض تنافسية تقام في المسارح الحكومية والخاصة.