عبر تدريبات في بنما.. أمريكا تحاصر نفوذ الصين برسائل عسكرية مباشرة
وجهت الولايات المتحدة سلسلة من الرسائل المباشرة إلى الصين عبر تدريبات عسكرية يجريها الجيش الأمريكي مع القوات البنمية في محيط قناة بنما، في خطوة تعكس تمسك واشنطن بمراقبة هذا الممر الحيوي ورفضها أي اختراق صيني في منطقة تعتبرها امتدادًا لأمنها القومي.
التحركات تحمل رسالة واضح
وبحسب مراقبين، فإن هذه التحركات تحمل رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية في أي ممر مائي عالمي، وفي مقدمتها قناة بنما التي تمثل شرياناً رئيسياً للتجارة بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
وأكد المفوض المساعد للخدمة الوطنية الجوية البحرية في بنما، مايكل بالاسيوس، أن التدريبات تهدف إلى إعداد القوات البنمية للتعامل مع أي تهديد قد يعرض أمن القناة للخطر، مشيرًا إلى أن هذه المناورات تأتي في إطار اتفاقية ثنائية تتيح للولايات المتحدة إجراء تدريبات دون الحاجة إلى إنشاء قواعد عسكرية دائمة.
وفي السياق ذاته، شدد خبراء على أن هذه المناورات تحمل أبعاداً استراتيجية، وعلى رأسها توجيه تحذير مباشر للصين، التي زادت من استثماراتها ومشروعاتها في بنما خلال السنوات الأخيرة، خاصة في محيط القناة، وهو ما دفع واشنطن إلى التحرك ميدانياً لحماية مصالحها.
عقيدة مونرو الأمريكية
وأضاف الخبراء أن هذه التدريبات تمثل تطبيقاً عملياً لـ"عقيدة مونرو" الأمريكية، مؤكداً أن السيطرة على قناة بنما تتجاوز البعد الاقتصادي إلى نفوذ سياسي وأمني عالمي.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد التوتر البحري بين واشنطن وبكين في مناطق أخرى كتايوان ومضيق ملقا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه التحركات لتأكيد قدرتها على حماية مصالحها في الممرات المائية الاستراتيجية حول العالم.
ولأفت الخبراء إلى إن بكين دخلت بقوة إلى الساحة البنمية من خلال مشروعات البنية التحتية والنشاطات البحرية، ما أثار مخاوف واشنطن من تهديد الأمن القومي الأمريكي.
التدريبات العسكرية تكريس السيطرة الأمريكية على قناة بنما
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستهدف بهذه التدريبات العسكرية تكريس السيطرة الأمريكية على قناة بنما، ومنع أي نفوذ صيني محتمل، خاصة مع التوسع الصيني في الاستثمارات طويلة الأجل بأمريكا الوسطى والجنوبية.
وتابع الخبراء قائلًا: إن هذه التحركات تأتي استكمالاً للصفقة التي تمت منذ أربعة أشهر، عندما اشترت شركة "بلاك روك" الأمريكية حصة الأغلبية في موانئ داخل قناة بنما، وهي خطوة أزعجت بكين ودَفَعتها للتحرك لمواجهتها عبر صفقات استثمارية مضادة.
وشددعلى أن التدريبات الأمريكية المكثفة، باستخدام أحدث المعدات البحرية والجوية، تؤكد تصميم واشنطن على إحباط أي محاولات صينية للتغلغل في محيط القناة، باعتبارها جزءاً من استراتيجية الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي.
