على أنغام أم كلثوم مطرب عراقي يعزف ويغني أثناء استئصال ورم من دماغه

في مشهد استثنائي يجمع بين العلم والفن والإرادة البشرية وثقت وسائل إعلام عراقية لحظات مدهشة لمطرب عراقي يعزف على آلة العود ويغني أغنية “رجعوني عنيك” لكوكب الشرق أم كلثوم، وذلك خلال خضوعه لعملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم في الدماغ بمدينة الموصل.
المشهد غير المألوف وقع داخل غرفة العمليات في مستشفى الحياة الدولي حيث قرر الأطباء إبقاء المريض في حالة وعي تام تحت تأثير التخدير الموضعي، لضمان سلامة المراكز الدماغية المسؤولة عن الحركة والكلام والتناسق العصبي.
العود بيد والمشرط بيد أخرى
وبحسب الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل والمنصات الإخبارية، بدا المطرب العراقي في قمة التركيز بينما كان يعزف بأنامل ثابتة على العود ويؤدي بصوته أغنية “رجعوني عنيك”، في مشهد يجسد قدرة الإنسان على التحدي حتى في أكثر اللحظات صعوبة.
وقال الدكتور أسامة المشهداني رئيس جامعة نينوى ومؤسس مستشفى الحياة الدولي، في تصريحات صحفية إن الجراحة كانت معقدة وتتطلب مراقبة دقيقة لكل استجابة عصبية، موضحًا أن الغناء والعزف لم يكونا مجرد محاولة لطمأنة المريض، بل وسيلة طبية حيوية لرصد نشاط الدماغ وتحديد المناطق الآمنة للتدخل الجراحي.
العزف كأداة جراحية
أوضح الفريق الطبي أن عزف العود خلال الجراحة ساعد الأطباء على مراقبة استجابات الدماغ في الزمن الحقيقي، خاصة أن الورم كان قريبا من مراكز حيوية مسؤولة عن المهارات الحركية واللغوية. وأي تغير في أداء العزف أو تراجع في دقة الحركات كان سينبه الجراحين فورا إلى ضرورة تغيير مسار العملية.
وأكد المشهداني أن هذا النوع من العمليات، الذي يعرف عالميا باسم “جراحة الدماغ الواعي” Awake Brain Surgery، يعد من أدق الجراحات العصبية، وغالبا ما يستخدم في حالات الأورام أو الصرع القريبة من المناطق الحساسة في الدماغ.
سابقة عراقية نادرة تسجل في تاريخ الطب والجراحة
أشار الدكتور المشهداني إلى أن هذه الحالة تعتبر الأولى من نوعها في العراق، وربما واحدة من الحالات القليلة جدا في الشرق الأوسط، في حين سجلت عمليات مماثلة في دول متقدمة مثل سويسرا، فرنسا، والولايات المتحدة.
وتظهر هذه العملية قدرة الفرق الطبية العراقية على مواكبة التطورات العالمية في مجال جراحة الأعصاب، مع توظيف أدوات غير تقليدية مثل الموسيقى لرصد النشاط الدماغي والحفاظ على وظائف المريض العصبية.