عاجل

تأثير حبوب منع الحمل على النفسية.. دراسات تحذر من مخاطر الاكتئاب والانتحار

حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل

تشهد السنوات الأخيرة تحولاً جذرياً في نظرة النساء لـ حبوب منع الحمل، بعد أن أثارت تقارير علمية ومخاوف شخصية تساؤلات حول تأثيرها على الصحة النفسية، بما في ذلك مخاطر تصل إلى حد التفكير في الانتحار. 

وتُظهر الإحصائيات تراجعاً ملحوظاً في استخدام حبوب منع الحمل عالمياً، فيما تحذر دراسات من آثارها المحتملة على كيمياء الدماغ.

 

 الاتجاه العالمي: انخفاض استخدام الحبوب
 

ففي بريطانيا: انخفضت نسبة المستخدمات لـ حبوب منع الحمل من 39% (2020-2021) إلى 27% (2021-2022).
أما الولايات المتحدة: تراجع استخدام حبوب منع الحمل من 31% (2002) إلى 24% (2017-2019).
بينما كندا وأستراليا: انخفضت النسبة من 23% (2006-2016) إلى 11% (2008-2016).

ويرتبط هذا التراجع بحركة رقمية واسعة عبر وسوم مثل #التخلي_عن_وسائل_منع_الحمل، وبانتشار معلومات غير دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي.


أظهرت دراسات رصديّة كبرى نتائج مقلقة:


الدراسة الدنماركية (2016): شملت مليون امرأة (15-34 سنة) على 14 عاماً. 

وجدت: زيادة بنسبة 70% في استخدام مضادات الاكتئاب بعد 6 أشهر لدى مستخدمات الحبوب المركبة.
وارتفاع الخطر إلى 80% لمستخدمات حبوب البروجستين فقط.
ودراسة البنك الحيوي البريطاني (2023): حلّلت بيانات 250 ألف امرأة، وكشفت:
 وزيادة خطر الاكتئاب بنسبة 71% بعد عامين من بدء الاستخدام.

ويوضح البروفيسور أويفيند ليديغارد (جامعة كوبنهاغن): "يوجد ارتباط زمني واضح بين بدء استخدام هذه المنتجات وظهور أعراض الاكتئاب".

 لماذا تؤثر الحبوب على الدماغ ؟


يكشف العلم آليات محتملة:
تثبيط السيروتونين: انخفاض الإشارات العصبية المرتبطة بهذا "هرمون المزاج" بنسبة 9-12%، وهو تأثير يفوق مضادات الاكتئاب الشائعة.


اضطراب هرمون الألوبريجنانولون:** تعطيل إنتاج هذا الهرمون المهم للتحكم في التوتر والمزاج.
اختلال الاستجابة للضغوط:** ضعف إفراز الكورتيزول عند التوتر مقارنة بالدورة الطبيعية.

الفئات الأكثر عرضة للخطر


المراهقات: خطر مضادات الاكتئاب يرتفع 1.8 ضعفاً (الحبوب المركبة) و2.2 ضعفاً (حبوب البروجستين) للفتيات 15-19 سنة.
ذوات التاريخ المرضي: النساء اللواتي عانين سابقاً من الاكتئاب أو اضطرابات نفسية.
الأكثر حساسية: خصوصاً من خلفيات مهاجرة أو منخفضة الدخل.

 وجهات نظر متباينة 

تقول د. بيليندا بلتزر (جامعة سالزبورغ): "الآثار السلبية تصيب نسبة صغيرة فقط"، بينما يقو ل د. يوهانس بيتزر (مستشفى بازل): "قياس الصحة النفسية معقد، وتدريب أطباء النساء لا يركز عليها"، بينما تقول د. هيلينا كوب كالنر (ستوكهولم): "تعدد أنواع الحبوب يجعل المقارنات صعبة".

توصيات الخبراء الأساسية


1.  المراقبة الذاتية: تتبع التغيرات المزاجية لعدة أشهر بعد البدء بتناول الحبوب.
2.  استشارة الطبيب فوراً: عند ملاحظة أعراض اكتئاب أو قلق شديد.
3.  التقييم الفردي: اختيار الوسيلة بناءً على التاريخ الصحي والحالة النفسية.
4.  بدائل غير هرمونية: اللولب النحاسي، الواقيات الذكرية والأنثوية.


بينما تبقى حبوب منع الحمل أداة تحرّر أساسية لملايين النساء، تؤكد الأدلة العلمية المتنامية ضرورة التعامل معها بحذر. الفهم الدقيق لتأثيراتها على الدماغ، والمراقبة الواعية للتغيرات النفسية، وإجراء حوار صريح مع الأطباء، تمثل جميعها خطوات حاسمة لضمان سلامة المرأة الجسدية والنفسية.

تم نسخ الرابط