جمال فرويز: أربع شخصيات عرضة لتعاطي المخدرات منها الشخصية السيكوباتية

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن لجوء بعض السائقين إلى تعاطي المواد المخدرة لا يرتبط فقط بالتهور أو الموروثات الخاطئة المنتشرة في المجتمع، بل يعكس في كثير من الأحيان حالة من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها، مؤكداً أن المخدرات أصبحت، لدى البعض، وسيلة للهروب من الإحباط أو لتحمل ضغوط العمل الممتد لساعات طويلة.

بعض السائقين يتعاطون أنواعًا محددة من المخدرات

وأشار فرويز، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إلى أن بعض السائقين يتعاطون أنواعًا محددة من المخدرات، مثل الحشيش والترامادول، استنادًا إلى مفاهيم مغلوطة مفادها أن هذه المواد تساعد على التركيز أو تحمل الإرهاق.

ونوه إلى أن هذه المعتقدات لا أساس علمي لها، بل على العكس، تسهم بشكل مباشر في حوادث الطرق المروعة، حيث تؤدي إلى تشوش الإدراك وتأخر ردود الأفعال أثناء القيادة.

وأوضح أن المخدرات مثل الحشيش تؤثر على مراكز الإدراك في المخ، ما يؤدي إلى تأخر في اتخاذ القرار، حيث لا يستطيع السائق اتخاذ المنعطف في الوقت المناسب، مضيفا أن الترامادول قد يُستخدم بدافع زيادة القدرة على التحمل، لكنه يؤدي لاحقًا إلى إجهاد بدني شديد وفقدان السيطرة، وبالتالي حوادث خطيرة.

وأكد استشاري الطب النفسي أن هناك أربعة أنماط من الشخصيات غالبًا ما تميل إلى تعاطي المخدرات، منها الشخصية السيكوباتية، والحدية، والاعتمادية، وكل منها يهرب إلى الإدمان لأسباب نفسية أو سلوكية مختلفة، مما يزيد من تعقيد الظاهرة.

 الدور المهم الذي تلعبه الدولة في مواجهة الإدمان

وفي سياق متصل، نوه فرويز إلى الدور المهم الذي تلعبه الدولة في مواجهة الإدمان، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة من خلال صندوق مكافحة الإدمان والمستشفيات العامة والخاصة والعسكرية، والتي تقدم خدمات علاجية متكاملة مجانًا أو بأسعار رمزية.

وأضاف أن مصر من الدول القليلة التي لا تزال تصر على علاج الإدمان، في وقت استسلمت فيه دول كبرى للواقع، وسمحت بتداول المخدرات دون رقابة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن العلاج متاح وسهل نسبيًا، خاصة في حال توفر الإرادة لدى المريض، موضحا أن مراحل العلاج تبدأ بإزالة السموم، ثم العلاج الوقائي الذي يتطلب متابعة طبية دقيقة ودعمًا نفسيًا ومجتمعيًا لضمان عدم الانتكاس.