الطهارة من شروط صحة الصلاة.. اعرف أنواعها وأركانها

يتساءل الكثيرون عن أركان وشروط صحة الصلاة وأنواع الطهارة، وهو ما سنوضحه في التقرير التالي.
شروط صحة الصلاة
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من شروط صحة الصلاة التي لا تصح العبادة بدونها، الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، بالإضافة إلى الخلو من النجاسة الحسية.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج "فتاوى الناس"، الفرق بين الركن وشرط الصحة في الصلاة، قائلًا: "هناك أمور لابد من توافرها للصلاة، وهي إما أركان أو شروط صحة، الركن جزء من ماهية العبادة نفسها كالسجود والركوع، أما الشرط فهو أمر خارج عن الماهية، لكنه لا تصح العبادة بدونه، مثل الطهارة واستقبال القبلة ودخول الوقت."
وتابع قائلاً إن من أبرز هذه الشروط: "استقبال القبلة، ودخول الوقت، والطهارة، بأن يكون الإنسان خاليًا من الحدثين: الحدث الأكبر والحدث الأصغر."
وحول أنواع الطهارة، أوضح: "الطهارة نوعان: حكميّة، وهي الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، وحسية، وهي إزالة النجاسة الظاهرة عن البدن أو الثياب. مثل الدم المسفوح أو أي نجاسة من السبيلين، وهذه لا بد من إزالتها قبل الصلاة."
وأضاف أن الحدث الأكبر مثل الجنابة أو الحيض أو النفاس، ويشترط له الغُسل الكامل، بسيلان الماء على جميع البدن، مع المضمضة والاستنشاق على الراجح. أما الحدث الأصغر، فهو ما يوجب الوضوء فقط، كخروج الريح أو البول أو النوم، وكلها من نواقض الوضوء.
آداب الصلاة
جاء عن مُعاوِيَة بن الحكم السُّلَمي - رضي الله عنه - قال: بَيْنَا أنَا أُصَلّي مَعَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَرَمَانِي القَوْمُ بِأبْصَارِهِمْ! فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهُ، مَا شَأنُكُمْ تَنْظُرُونَ إلَيَّ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بأيديهم عَلَى أفْخَاذِهِمْ! فَلَمَّا رَأيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لكِنّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلّى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبِأبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأيْتُ مُعَلِّماً قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيماً مِنْهُ، فَوَاللهِ مَا كَهَرَني، وَلا ضَرَبَنِي، وَلا شَتَمَنِي. قَالَ: «إنَّ هذِهِ الصَّلاَةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ، وَقِراءةُ القُرْآنِ» ، أَوْ كَمَا قَالَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلتُ: يَا رسول الله، إنّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالإسْلاَمِ، وَإنَّ مِنّا رِجَالاً يَأتُونَ الْكُهّانَ؟ قَالَ: «فَلا تَأتِهِمْ» قُلْتُ: وَمِنّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ؟ قَالَ: «ذَاكَ شَيْء يَجِدُونَهُ في صُدُورِهِمْ فَلا يَصُدَّنَّهُمْ» (رواه مسلم).
تقول دار الإفتاء في هذا الحديث نرى نموذجًا جديدًا من نماذج الدعوة والبيان بالحكمة والموعظة الحسنة يرسخه سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيورد الحديث حالة رجل - هو معاوية بن الحكم السلمي - ارتكب خطأ في الصلاة يمكن أن يؤدي إلى بطلانها، وهو الكلام في الصلاة بما هو ليس من موضوع الصلاة وليس من خصوصيات الصلاة التي تعتمد على الوقوف بين يدي الله سبحانه تعالى، وذكره سبحانه بجميع أنواع الذكر، والتي على رأسها قراءة القرآن.
ولقد كان الاستنكار الشديد هو تصرف كل من حوله ممن شهد هذا الخلل والزلل، وجاء تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ملبيا أقصى درجات الحكمة والعليم بالرفق وحسن الموعظة، فبين له عليه أفضل الصلاة والسلام أن للصلاة حالة معينة وخصوصيات معينة، تجعلها عبادة محضة خالصة لله سبحانه وتعالى ليس فيها إلا ذكر الله واستحضار الخشوع بين يديه، فلا يصلح فيها الكلام الذي يدور بين الناس ويكون متعلقا بالعلاقات فيما بينهم، فالصلاة بالدرجة الأولى علاقة بين العبد وربه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ تَعَالَى: «قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي»".
ولم يوجه له رسول الله صلى الله عليه وسلم أي نوع من التشديد في الموعظة كالانتهار أو الضرب أو الشتم أو حتى اللوم -كما يفهم من سياق الحديث - .
وانظروا إلى حكمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في توجيه مزيد في العلم والتعليم لمعاوية عندما يخبره بأنه حديث عهد بالإسلام، وأنهم كانوا في الجاهلية يرتكبون مخالفات تؤثر على التوكل على الله سبحانه وتعالى وإخلاص التوجه إليه، فيجيبه بعدم الالتفات إلى من يصد عن إخلاص التوجه إلى الله سواء كان شخصا أو كان هاجسا من هواجس النفوس.