خبير استراتيجي: نتنياهو يفتعل شروطًا تعجيزية لإجهاض مساعي وقف إطلاق النار

أكد اللواء أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفتعل شروطًا تعجيزية بهدف إجهاض المساعي الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل أرسلت خرائط تموضع عسكري تُظهر بقاء قوات الاحتلال على نحو 40% من مساحة القطاع، وهو ما يعكس عدم وجود نية حقيقية للانسحاب الكامل، بما يتعارض مع أي مسار نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
نتنياهو يفتعل شروطًا تعجيزية لإجهاض مساعي
وأشار "عبد المحسن" خلال لقاءه مع الإعلامي محمد مصطفى شردي، ببرنامج “الحياة اليوم”، المذاع عبر قناة “الحياة”، اليوم، إلى أن هذه الخطة جزء من "مخطط إسرائيلي خطير" تحت اسم "المدينة الإنسانية"، وهو مشروع يهدف إلى تجميع نحو 600 ألف فلسطيني في منطقة رفح الفلسطينية القريبة من الحدود المصرية، وأن هذا المشروع يُنفذ على أنقاض مدينة رفح، بين محور صلاح الدين ومحور موراج، ويمثل عملية تهجير منظمة تحت غطاء إنساني، هدفها تحاصُر السكان الفلسطينيين داخل منطقة مغلقة، مع فرض ضوابط أمنية مشددة.
وأوضح عبد المحسن أن الخطط الإسرائيلية تتضمن أيضًا حصارًا وتجويعًا، بالإضافة إلى استهداف منهجي للسكان بهدف الضغط النفسي عليهم لإجبارهم على مغادرة المنطقة، وهو ما يرقى إلى تهجير قسري منظم.
فشل خطة "الجنرالات" الإسرائيليين
وأكد اللواء عبد المحسن أن هذا التحرك الإسرائيلي يأتي بعد فشل خطة "الجنرالات" الإسرائيليين، التي كانت تهدف إلى تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن مصر كانت لها دور محوري في إفشال هذه المخططات الإسرائيلية، مشيدًا بتغيير نمط تعاطي الإدارة الأمريكية مع قضايا التهجير في المنطقة: "مصر تُواصل جهودها الدؤوبة في منع هذه السياسات الظالمة، وتعمل على ضمان أمن واستقرار المنطقة، مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني."
في وقت سابق، قال الدكتور أحمد شديد، رئيس مركز الجليل للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن التصعيد المستمر من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة، رغم جهود الوساطة الدولية، يأتي نتيجة لضغوط سياسية داخلية من شركائه في الائتلاف الحكومي، لاسيما من وزيري المالية والأمن القومي المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية
وفي مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أوضح شديد أن حكومة نتنياهو تعاني من هشاشة داخلية، دفعت الأخير إلى التصعيد العسكري في غزة، في محاولة لكسب رضا التيار اليميني المتشدد داخل حكومته، لافتا إلى أن سموتريتش اشترط استئناف القتال بعد أي هدنة، ما جعل نتنياهو يلجأ إلى تكثيف العمليات الميدانية وإطلاق التهديدات كوسيلة لتمرير اتفاق الهدنة داخل ائتلافه الحاكم.
وأشار شديد إلى أن الأسبوع الأخير كان دامياً من وجهة النظر الإسرائيلية، حيث سقط عدد كبير من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وهو ما زاد من تعقيد موقف نتنياهو في إقناع شركائه المتشددين بالتهدئة، ما اضطره للتصعيد كخيار وحيد للبقاء السياسي.