روته يحقق مطلب ترامب.. الناتو يرفع إنفاقه العسكري إلى 5% من الموازنة

في ظل تصاعد التوترات على الجبهة الشرقية لأوروبا واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تأتي زيارة الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، إلى واشنطن في توقيت حرج يحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، وفق ما أكده الدكتور أبو بكر باذيب، رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي.
وفي تصريحات خاصة خلال استضافته في برنامج "مطروح للنقاش" الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح باذيب أن الزيارة التي تستغرق يومين تحمل طابعًا تفاوضيًا رفيع المستوى، حيث يتصدر ملف استمرار دعم أوكرانيا أجندة اللقاءات التي يجريها روته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولي الإدارة الأمريكية.
رفع ميزانيات الدفاع.. إنجاز دبلوماسي
وأشار باذيب إلى أن مارك روته حقق إنجازًا بالغ الأهمية قبيل زيارته، يتمثل في نجاحه بإقناع معظم دول الحلف بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما نسبته 5% من موازناتها العامة، في استجابة مباشرة لمطالب الإدارة الأمريكية، وهو ما يُعد سابقة في تاريخ الناتو.
واعتبر أن هذه الخطوة تمثل ورقة ضغط قوية بيد الأمين العام الجديد، تمنحه الأفضلية في طمأنة الجانب الأمريكي بشأن تقاسم الأعباء الدفاعية، وتأكيد التزام الحلف بتعزيز قدراته في مواجهة التهديدات المشتركة، وعلى رأسها العدوان الروسي.
موقف أمريكي حرج
وتأتي زيارة روته في لحظة سياسية دقيقة، إذ يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا متزايدة على خلفية مواقفه المتذبذبة تجاه أوكرانيا، خاصة بعد تراجعه مؤخرًا عن تعليق المساعدات العسكرية لكييف. كما أشار باذيب إلى أن هذه الزيارة تُمثل فرصة لترميم العلاقات داخل الحلف بعد التوترات التي شابت قمة الناتو الأخيرة، والتي شهدت خلافات حادة حول أولويات الحلف وتمويله.
اختبار للتماسك الغربي
وأوضح أن زيارة روته ليست بروتوكولية بقدر ما تُعد اختبارًا حقيقيًا لوحدة الصف الغربي في وجه التحديات المتصاعدة، مشددًا على أن مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا، بل وربما تماسك الحلف نفسه، بات مرهونًا بنتائج هذه المشاورات رفيعة المستوى.
زيادة وتيرة التصعيد
وأشار رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي، إلى أن روته سيؤكد خلال زيارته أن على الولايات المتحدة، كعضو رئيسي في الناتو، أن تستمر في أداء دورها في المنظومة الدفاعية الجماعية، ليس فقط على المستوى العسكري، وإنما أيضًا فيما يتعلق بالاستراتيجيات المشتركة لحماية الأمن القومي الأوروبي، خصوصًا على الحدود مع روسيا، حيث تزداد وتيرة التهديدات والتصعيد.
استمرار الدعم الأمريكي
وأكد، أنّ مارك روتا سيطالب الإدارة الأمريكية بالوفاء بالتزاماتها، خاصة في ظل ما يعتبره الأوروبيون وعودًا غير منفذة من قبل واشنطن بعد وصول الإدارة الحالية إلى البيت الأبيض، متابعًا، أن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا لا يُعد مسألة ثانوية، بل يمثل التزامًا استراتيجيًا لضمان استقرار الأمن الأوروبي والدولي في ظل الأوضاع الراهنة.
وفي وقت سابق، أكد أبو بكر باذيب، رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي، أن الحديث المتكرر عن تقارير استخباراتية تزعم نية إيران «محو إسرائيل من الخريطة»، كما أشار بعض الضيوف الأمريكيين، غالبًا ما يكون مبنيًا على تحليلات سياسية غير موثقة، تهدف إلى تعزيز سردية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب تعتبر إيران «العدو الأول».