"أشغال شاقة" لطيف جدا، وبيضحك ضحك صافي، لكن برضه فجأة الحلقة بتبقى تقيلة وفيها غمّ مجهول المصدر، بس مش عارف تمسكه ولا تحدد مصدره إيه.
أعتقد السبب هو احتلاب الإفيه، ومحاولة اعتصار الضحك من الكوميديا السوداء.
يعني الحدوتة بتاعة سناء والDNA، ممكن تضحك عليها كإفيه مخطوف خطف.. ولمرة واحدة.
لكن كل ما بتطول مع الحدوتة بتنقبض من الفكرة والتفاصيل.
الإفيه كان في اللقطة.. لكن لما تمطّ في اللقطة بتحولها من تراجيكوميدي إلى شيء سخيف.
نفس الشعور حسيته مع دنيا ماهر وحبها لهشام ماجد.. الإفيه لطيف طول ماهو علي الخفيف وفي الظلال الخلفية.. لكن هتطوّل.. هتوترني كمشاهد هيبقى محمل بعبء التعايش مع الإضحاك من فكرة حب مَرضي من طرف واحد.
نفس الشيء مع الخيط بتاع أحمد الرافعي..
يعني المثال الأشهر اللي بيتم ضربه للكوميديا السوداء هو دور حفار القبور عند شكسبير.. وإنه في وقت ما بيقول كلام كئيب عن الحياة والموت والحكمة من كل ده.. بنلاقيه بيشرب الخمر في جمجمة واحد من الميتين اللي تحللوا جنبه.
إفيه يصلح للقطة واحدة فقط وككوميديا سوداء.
مش هتلاقي شكسبير حوله لمعصرة إفيهات.. ونلاقي استخدام لكل حتة في الهيكل العظمي ونلاقيه مركب شراشيب في آخر عضمة الفخذ وعاملها رياشة!
المسلسل عشان لطيف الواحد حابب يقول رأيه، لأنه في روح من غم غبي بحسها وأنا بتفرج وبتحول الضحك لتوتر.
طبعا الناس مختلفة في تلقيها للي بتشوفه وفي تفسيرها ليه وفي مدلول الأحداث والقيم.
وشيء سخيف جدا إن كل الناس تتحول لنُقاد وكل واحد بيستدعي كتاب قرأه من مكتبة الأسرة من عشرين سنة ويتنطط بيه على مسلسل.. أو بيقارنه بفكرة معمولة على نتفلكس.
يعني أنا في حالات كتير منتحل مشاعر صناع العمل أكتر من انتحالي مشاعر الجمهور!
لأن إنتاج شيء في ظل إمكانية جلده وتقييمه من الجميع بالطريقة العلنية دي.. مربك جدا.
لأن مهما كان العمل جيد.. هتلاقي مُحنّك لطشهولك في حتة ما لطشة ما.
لكن حقيقي لأن المسلسل لطيف، فبعبر عن مشاعر انزعاج، بتكدر صفو الحلقات عادةً.