عاجل

محمد عبد العزيز: «البكالوريا المصرية» نموذج تجريبي يفتقر للرؤية Iفيديو

البكالوريا المصرية
البكالوريا المصرية

وجّه الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، انتقادات حادة لنظام "البكالوريا المصرية" المقترح كبديل لنظام الثانوية العامة، واصفًا إياه بـ"النموذج التجريبي" الذي يفتقر إلى رؤية تربوية متكاملة، محذرًا من أن المضي قدمًا دون مراجعة جادة قد يؤدي إلى تعقيدات تعليمية جديدة في المستقبل القريب.

وقال محمد عبد العزيز، في مداخلة ببرنامج "أهل مصر" على قناة "أزهري"، إن النظام الجديد يُظهر تناقضات جوهرية في تطبيق المعايير التعليمية داخل المرحلة الثانوية ذاتها، الأمر الذي قد يُربك الطلاب ويُضعف من فاعلية العملية التعليمية.

أحياء بمستوى رفيع 

أشار محمد عبد العزيز إلى أبرز أوجه الخلل في النظام الجديد، متمثلة في تدريس مادة الأحياء بمستوى رفيع في الصف الثالث الثانوي، في وقت لم يتلق فيه الطالب المادة منذ الصف الثالث الإعدادي.

وتساءل محمد عبد العزيز متعجبًا: "كيف يُطالب الطالب بفهم متقدم لمادة لم يحصل على أساسياتها؟"، مؤكدًا أن ذلك يعكس فجوة تربوية خطيرة، ويُناقض أبسط قواعد بناء المناهج، التي تعتمد على التدرج في تقديم المحتوى العلمي.

ازدواجية المعايير في المرحلة 

كما نبه إلى مشكلة تطبيق نظام "العلوم المتكاملة" في الصف الأول الثانوي، الذي يعتمد على فلسفة تعليمية مختلفة تمامًا عن مقررات المواد التخصصية، مثل الأحياء والكيمياء والفيزياء.

وأوضح أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، أن استخدام معيارين مختلفين داخل نفس المرحلة الدراسية يُحدث ارتباكًا معرفيًا لدى الطلاب، ويُضعف من قدرتهم على التكيف مع المناهج، مضيفًا أن ذلك لا يخدم الأهداف الحقيقية من التطوير، بل يخلق تناقضات تربوية تُربك العملية التعليمية.

التطوير مطلوب .. ولكن بعقلانية

شدد محمد عبد العزيز على أن الاعتراض لا يتعلق برفض التطوير في حد ذاته، بل بتأكيده على ضرورة أن يكون أي تطوير مدروسًا، ومبنيًا على أسس علمية وتربوية واضحة، ومتسقًا معالمعايير الدولية في بناء المناهج.

وأكد أن ما يحدث حاليًا هو أقرب إلى "تغيير شكلي" في أسماء المقررات، أو "استيراد مجتزأ" لبعض النماذج العالمية دون تكييفها مع الواقع المصري ومراحله التعليمية المتتابعة، مشيرًا إلى خطورة ذلك في إضعاف الثقة المجتمعية في جهود التطوير.

البكالوريا المصرية
البكالوريا المصرية

دعوة لوضع رؤية تعليمية 

واختتم محمد عبد العزيز حديثه بالتأكيد على أن أي إصلاح حقيقي للتعليم يجب أن يبدأ من صياغة رؤية استراتيجية طويلة الأمد، تُبنى تدريجيًا بدءًا من رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية، وتتشارك في تنفيذها كل مؤسسات الدولة.

وذكر أن الاستمرار في التجريب دون خطة واضحة أو تدرج منطقي في التطوير قد يُفقد المجتمع الثقة في أي مشروع تعليمي مقبل، مضيفًا: "لا بد من إصلاح جذري يبدأ من القاعدة، لا من القمة، إذا كنا نريد تعليمًا حقيقيًا يبني أجيال المستقبل".

تم نسخ الرابط