عاجل

الهيئة العليا لحزب الوفد تتحرك لتصعيد جديد ضد يمامة

حزب الوفد
حزب الوفد

تشهد أروقة حزب الوفد حالة من الحراك السياسي، بعدما بدأ عدد من أعضاء الهيئة العليا تحركات فعليّة لدعوة الجمعية العمومية للانعقاد يوم 25 يوليو الجاري، في إطار التصعيد ضد رئيس الحزب عبد السند يمامة، على خلفية الأزمة الأخيرة المتعلقة بطرح الثقة في نفسه، ثم تراجعه عن القرار في بيان رسمي.

وتأتي هذه الخطوة في ظل رفض داخلي واسع لطريقة إدارة الملف الانتخابي، بعد حصول الحزب على مقعدين فقط في القائمة الوطنية لمجلس الشيوخ، الأمر الذي فجّر موجة من الغضب داخل الهيئة العليا.

مصادر وفدية أكدت لـ نيوز رووم أن الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية تأتي استنادًا إلى اللائحة الداخلية، في محاولة لإعادة تقييم موقف القيادة الحالية، وسط توقعات بجلسة حاسمة قد تشهد قرارات مصيرية.

وتأتي هذه التطورات في ظل اعتراف صريح من الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس الحزب، بحالة الغضب داخل صفوف الوفديين، حيث صرّح خلال مشاركته في الاجتماع التشاوري الثالث للقائمة الوطنية بمقر حزب الجبهة، بأن "الوفديين يشعرون بمرارة بعد حصول الحزب على مقعدين فقط ضمن القائمة الوطنية لمجلس الشيوخ"، مضيفًا: "لدينا مشاكل كبيرة داخل الحزب بسبب هذا الأمر"، وهو ما زاد من حدة التوتر ودفع عددًا من أعضاء الهيئة العليا للمطالبة بتصعيد الموقف وعقد الجمعية العمومية في أقرب وقت.

وانفرد "نيوز رووم" في وقت سابق بالكشف عن حصول حزب الوفد على مقعدين فقط ضمن القائمة الوطنية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، وهو ما تأكد لاحقًا مع الإعلان الرسمي عن توزيع المقاعد، الأمر الذي فجّر أزمة داخل الحزب العريق.

يمامة: نشعر بالمرارة.. والتمثيل لا يليق بتاريخ الوفد

وأكد الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، أن حزبه يشعر بمرارة حقيقية تجاه التمثيل المحدود في القائمة الوطنية، معتبرًا أن مقعدين فقط لا يعكسان حجم الوفد ولا تاريخه السياسي الممتد. جاءت تصريحاته خلال مشاركته في الاجتماع التشاوري الثالث للقائمة الوطنية من أجل مصر، الذي عُقد بمقر حزب الجبهة الوطنية.

تصعيد داخلي.. وخطوة مفاجئة من يمامة

وبعد ساعات من تصاعد الغضب داخل أروقة الحزب، وافقت الهيئة العليا لحزب الوفد على الطلب المقدم من رئيس الحزب بطرح الثقة في نفسه، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الحزب وخارجه، لاسيما وأنها غير معتادة في التقاليد السياسية للوفد.

لاحقًا، أصدر الحزب بيانًا رسميًا أعلن فيه عدول الدكتور عبدالسند يمامة عن طرح الثقة في نفسه، موضحًا أن رئيس الحزب تراجع عن قراره وما يترتب عليه من آثار، ليزيد المشهد تعقيدًا.

اجتماعات عاصفة.. واتهامات بالكذب وسوء الإدارة

الاجتماعات الداخلية الأخيرة شهدت توترًا بالغًا، حيث طالب عدد من قيادات الحزب رئيس الوفد بالاستقالة الفورية. وشهدت الكلمات داخل الاجتماع نبرة حادة، إذ قال فؤاد بدراوي: "احفظ كرامتك واستقيل فورًا"، فيما خاطبه كاظم فاضل قائلًا: "احترم نفسك واستقيل.. وإذا لم تفعل سنتخذ إجراءً آخر".

ووصف المهندس مصطفى رسلان أداء رئيس الحزب بـ"المتخبط"، متهمًا إياه بإهانة الحزب، بينما وجهت قيادات أخرى، مثل طارق سباق، والدكتور ياسر حسان، والنائب طارق تهامي، انتقادات عنيفة لطريقة التفاوض، مؤكدين أن رئيس الحزب لم يقدم أسماء من القيادات الحقيقية، وضحى بكفاءات الحزب.

يمامة يرفض الرحيل: "لن ننسحب.. ولن نستقيل"

في المقابل، رفض الدكتور عبدالسند يمامة دعوات التنحي، مؤكدًا تمسكه بموقعه وبخوض الحزب الانتخابات المقبلة تحت أي ظرف. وقال: "أي قرار عنتري مثل الانسحاب أو الاستقالة سيكون على حساب الوفد وتاريخه".

دعوة لجمعية عمومية غير عادية

وأعلنت الهيئة العليا للحزب، عبر صفحته الرسمية، الدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية يوم الجمعة 25 يوليو الجاري، لمناقشة الطلب المقدم من رئيس الحزب وسُبل اتخاذ القرار المناسب بما يتفق مع لائحة الحزب.

تشير كل المعطيات إلى أن حزب الوفد يمر بأزمة داخلية حقيقية، سببها الرئيسي ضعف تمثيله في القائمة الوطنية، وما تبعه من حالة رفض داخلية لأداء رئيس الحزب، في وقت حساس يشهد استعدادات مكثفة للانتخابات المقبلة. وتتجه الأنظار حاليًا إلى جلسة الجمعية العمومية المنتظرة، التي قد تحسم مصير القيادة الحالية للحزب.

تم نسخ الرابط