عاجل

"الوفد" ليس الوحيد.. استياء داخل حزب المؤتمر بسبب حصته في القائمة الوطنية

اجتماع أحزاب القائمة
اجتماع أحزاب القائمة الوطنية

في تطور سياسي جديد ضمن مجريات مارثون انتخابات مجلس الشيوخ، كشفت مصادر حزبية لموقع "نيوز رووم" ، عن حالة من الاستياء الشديد داخل حزب المؤتمر، وذلك بعد أن حصل الحزب على مقعد وحيد فقط ضمن تحالف "القائمة الوطنية من أجل مصر" في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 ، هذا المقعد الوحيد كان من نصيب السعيد أحمد عبد المقصود، وهو ما أثار حالة من الغضب داخل الحزب، خاصة وأنه كان يتوقع أن يكون تمثيله أكبر في التحالف.

استياء داخل حزب المؤتمر بسبب حصته في القائمة الوطنية  

وقد برزت هذه الانتقادات بشكل خاص بسبب الكوادر السياسية البازرة التي يمتلكها الحزب، بالإضافة إلى مشاركته السياسية الواسعة على مدار السنوات الماضية، وهو ما جعله يرى أن تمثيله في التحالف كان ينبغي أن يكون أكبر من مجرد مقعد واحد.

مقعد واحد لحزب المؤتمر

من جهة أخرى، لم يكن حزب المؤتمر الوحيد الذي يشعر بالاستياء بسبب حصته الضئيلة في القائمة الوطنية، بل سبقه حزب الوفد، الذي أعلن في وقت سابق عن استيائه بسبب حصوله على مقعدين فقط في التحالف، وهو ما أثار أزمة داخل الحزب العريق، حيث أكد الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، أن حزبه يشعر بمرارة شديدة تجاه تمثيله المحدود في القائمة الوطنية، مؤكدًا أن مقعدين فقط لا يعكسان تاريخ الوفد ولا حجم الحزب السياسي.

وتجدر الإشارة إلى أن التصريحات الأخيرة لرئيس حزب الوفد جاءت خلال مشاركته في الاجتماع التشاوري الثالث للقائمة الوطنية، الذي عُقد بمقر حزب الجبهة الوطنية، حيث أعرب عن استيائه العميق من توزيع المقاعد داخل القائمة الوطنية، وقد أكدت المصادر أن الاجتماع شهد نقاشات حادة، مع مطالبة بعض قيادات الحزب بضرورة اتخاذ موقف حاسم، لا سيما مع تأكيدات على أن التفاوض لم يكن موفقًا، حيث لم يتم اختيار العديد من القيادات السياسية البارزة التي كان من المفترض أن تمثل الحزب بشكل أفضل في قائمة الشيوخ.

أزمة داخل حزب الوفد

وفي تطور مثير، قام الدكتور عبدالسند يمامة بتقديم طلب لطرح الثقة في نفسه، وهو ما أثار جدلاً واسعًا داخل الحزب وخارجه، خاصة في ظل حالة التوتر التي تعيشها الأروقة الحزبية، وفي خطوة غير تقليدية، تراجع يمامة عن هذا القرار، مما زاد من تعقيد الوضع داخل الحزب، الذي يشهد مناقشات حادة بين أعضائه حول آلية اتخاذ القرار المناسب في هذا التوقيت الحساس.

على خلفية هذه الأزمة، اتخذت الهيئة العليا لحزب الوفد خطوة غير مسبوقة بدعوة أعضاء الحزب إلى جمعية عمومية غير عادية في يوم 25 يوليو المقبل، لمناقشة طلب رئيس الحزب وسُبل اتخاذ القرار الذي يتماشى مع لائحة الحزب، بما في ذلك إمكانية اتخاذ إجراءات ضد رئيس الحزب في حال استمرار الأزمة.

من جهة أخرى، اشتعلت الأجواء داخل الحزب بعد انتقادات لاذعة وجهها عدد من قياداته لرئيس الحزب، إذ اعتبر فؤاد بدراوي أن رئيس الحزب "يجب أن يحفظ كرامته ويستقيل فورًا"، بينما وصف المهندس مصطفى رسلان، أحد القيادات البارزة، أداء رئيس الحزب بـ"المتخبط"، واتهمه بالإساءة للحزب بسبب الطريقة التي تم بها التفاوض بشأن تمثيل الحزب في القائمة الوطنية. كما أبدت قيادات أخرى مثل طارق سباق والدكتور ياسر حسان والنائب طارق تهامي استياءهم من عدم تقديم الأسماء القيادية القادرة على تحقيق تمثيل قوي للحزب.

وفي مقابل هذه الانتقادات، تمسك الدكتور عبدالسند يمامة بموقعه وأكد في تصريحات صحفية أنه لن يتخلى عن قيادة الحزب أو عن خوض الانتخابات المقبلة، مُعتبرًا أن أي قرار عنتري بالانسحاب أو الاستقالة سيكون على حساب تاريخ الحزب العريق.

أمام هذا الوضع المعقد، يتجه أنظار المتابعين الآن إلى الجمعية العمومية المنتظرة لحزب الوفد، التي قد تضع حدًا للأزمة داخل الحزب وتحدد مسار قيادته في الانتخابات المقبلة، في وقت حساس يشهد استعدادات مكثفة للقوائم الانتخابية في مختلف الدوائر، ومع تصاعد حالة الاستياء داخل حزبي الوفد والمؤتمر، يتساءل البعض عن كيفية إدارة هذه التحالفات الحزبية في إطار الانتخابات المقبلة، بما يضمن تمثيلًا عادلًا لجميع القوى السياسية الفاعلة، ويعيد التوازن بين الأحزاب المشاركة في تحالف "القائمة الوطنية من أجل مصر".

تم نسخ الرابط