منظمة خريجي الأزهر تناقش «منطلقات الإرهاب وركائزه» في ورشة عمل للوافدين

قال الدكتور حمد الله الصفتي، عضوالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن مصطلح الإرهاب يحمل تعريفات متعددة، وفق رؤية كل جهة تطلق التعريف، لكنها جميعا تتفق على وصف الفكر الإرهابي بصفات أساسية، أبرزها: الخروج على النظام المستقر القائم، وفرض أيديولوجيات مخصوصة على المجتمع بالقوة، معتبرًا أن الجماعات المتطرفة تمثل فكرا أحادي الموقف والرؤية.
منطلقات الإرهاب وركائزه
وأوضح أن الشرق الأوسط بات مسرحًا رئيسيًّا لانتشار الفكر الإرهابي، نظرًا لما وصفه المفكر الراحل جمال حمدان لمنطقة الشرق الأوسط بما أسماه: "عبقرية الموقع والمكان"، وهو ما جعل تلك المنطقة محط أنظار الطامعين، الذين استخدموا الأفكار المتطرفة أداة لزعزعة الاستقرار.
جاء ذلك خلال فعاليات ورشة: (منطلقات الإرهاب وركائزه)، والتي عقدتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، لعدد من الطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات، من دول: (نيجيريا، السودان، فلسطين، اليمن، بوركينا فاسو، إثيوبيا، الفلبين، تنزانيا، جيبوتي، وليبيا)، وذلك في إطار جهود المنظمة لنشر الوعي، ومحاربة الفكر المتطرف.
وأشار الصفتي إلى أن القوى المعادية للإسلام والإنسانية عملت على نشر الأفكار الهدامة وتشويه صورة الإسلام المعتدل، من خلال استهداف المؤسسات الدينية، وتشويه صورة علمائها.
وأضاف أن الجماعات المتطرفة، تسعى إلى إثارة الفتن بين عوام الناس، مدّعية تمثيلها الحصري لأهل السنة والجماعة، ومشككة في علماء الأزهر ومواقفهم، حتى وصل الأمر إلى حد الرمي بالتكفير، واتهام المجتمعات المسلمة بـ"الجاهلية".
وأكد الصفتي أن هذه الجماعات تعمل على فرض "إسلام بديل"، من خلال تنصيب مرجعيات دينية بديلة، تحت مسميات: "إمام أهل السنة"، و"المرشد"، مشددًا على أن غايتهم الحقيقية هي تفكيك البنية الدينية الموروثة، حتى وإن ضمت صفوفهم بعض المحسوبين على الأزهر.
وفي ختام الورشة، أكد أن تطويع النصوص الدينية لأغراض شخصية هو أحد أخطر أدوات تلك الجماعات، إذ يجعلهم يسلكون مسلك الإقصاء والتكفير كمنهج دائم، بعيدًا عن روح الإسلام السمح، وقيمه الوسطية.
منظمة خريجي الأزهر تناقش أسباب الانحراف الفكري في ورشة عمل للوافدين
عقدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، ورشة عمل تحت عنوان: "أسباب الانحراف الفكري الذي يؤدي إلى الغلو والتطرف"، وذلك بمقر المنظمة بالقاهرة، بحضور عدد من الطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات، من دول: (نيجيريا، السودان، فلسطين، اليمن، بوركينا فاسو، إثيوبيا، الفلبين، تنزانيا، جيبوتي، وليبيا).
العواري: نواجه منعطفًا خطيرًا يستهدف حضارة الإسلام وقيمها
أكد الدكتور عبد الفتاح العواري عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية أصول الدين سابقا، أن حضارة الإسلام قائمة على السلام والتعايش منذ نشأتها، وأن شرائع الله جاءت لنشر السلام بين الناس، مع احترام العقائد المختلفة. واستشهد بآيات من القرآن الكريم تدعو إلى التعارف بين الشعوب والقبائل، داحضًا المزاعم التي يروجها أعداء الإسلام بأن الدين الإسلامي دين عنف أو تطرف.
وأوضح أن هناك من يستغل الجماعات المتطرفة التي تنتسب زورًا إلى الإسلام، كأداة لنشر الطائفية والإسلاموفوبيا، مدفوعين بالجهل والمصالح الشخصية، خاصة أن العالم الإسلامي يمر الآن بمرحلة تاريخية صعبة، تستهدف النيل من الحضارة الإسلامية وقيمها.
كما استعرض الدكتور العواري وثيقة المدينة المنورة، التي وضعها النبي محمد ﷺ، باعتبارها أول وثيقة لحقوق الإنسان في التاريخ، مقارنة بما نشهده اليوم من ازدواجية في المعايير الدولية، وعدم إنصاف المظلومين تحت شعارات مغلوطة.
وحذر من الوجه الخفي لمروّجي مفاهيم: "الحداثة والتنوير"، التي تهدف لهدم الثوابت والقيم وتفكيك الأسر، مؤكدًا أن الإعلام المأجور يلعب دورًا خطيرًا في هذا السياق، مما يستوجب التوعية والتصدي لتلك المخاطر، خاصة أن الطلاب الوافدين يمثلون سفراء الأزهر الشريف في بلدانهم.
وفي ختام كلمته، شدد العواري على أن المنهج الأزهري، بما يحويه من علوم اللغة والشرع: (صرف، نحو، بلاغة، أصول فقه، وغيرها)، يُرسخ الفكر الوسطي المعتدل، ويؤهل طلاب الأزهر ليكونوا دعاة ومرشدين، لمحاربة التطرف ونشر الصورة الصحيحة للإسلام.