«سبحان الله قدر ذات الله».. هل يجوز الذكر والاستغفار بهذه الكلمة؟

هل يجوز التسبيح أو الاستغفار أو الذِّكْر بقدر ذات الله، مثل قولك: سبحان الله قدر ذات الله أو بقدر عظمة ذات الله العظيم- في كل لمحة ونفس، عدد ما في علم الله العظيم، صلاةً دائمةً أو تسبيحًا أو ذِكْرًا دائمًا بدوام الله العظيم؟، سؤال نورد بيانه في التقرير التالي.
حكم الذكر بـ سبحان الله قدر ذات الله
يقول الشيخ عبد الحميد السيد عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: «الأمر في الأذكار واسع، فللإنسان أن يذكر ربه بأي صيغة كانت ما دامت سائغة في اللغة، ولم ينه عنها النبي عليه الصلاة والسلام، غير أننا ننصح باتباع الألفاظ الواردة عن سيدنا رسول الله ﷺ؛ لما في ذلك من بركة اتباعه والاقتداء به».
وشدد: عليه فما ورد مِن صيغةِ التسبيح لا حرج فيها، وإن كان الاتباع أولى.
فضل الاستغفار
الاستغفار من أسباب نور القلب، ومن أسباب استجابة الدعاء،ومن أسباب كثرة الرزق، وكان الاستغفار من ورد سيدنا رسول الله ﷺ، الذي لا يغادره أبدًا.
وَيُبَيِّن لنا ﷺ أفضل الصيغ، فيقول: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِى ، اغْفِرْ لِى ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ».
المستغفرون بالأسحار
وقد جاء في قوله (وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، أنه اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: وبالأسحار يصلون، ذكر الطبري في تفسيره من قال ذلك: حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) يقول: يقومون فيصلون, يقول: كانوا يقومون وينامون, كما قال الله لمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ فهذا نوم, وهذا قيام وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ كذلك يقومون ثلثا ونصفا وثلثين: يقول: ينامون ويقومون.
وتابع: حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن جبلة بن سحيم, عن ابن عمر, قوله ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) قال: يصلون. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) قال: يصلون. وقال آخرون: بل عني بذلك أنهم أخروا الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر.