صرخة في الصمت.. مأساة رجل «أصم» وكلب ضال تهز أسيوط

في أحد أحياء محافظة أسيوط، وتحديدًا من إحدى شرفات المنازل، وثّق مقطع فيديو لحظة قاسية أثارت موجة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر رجل وهو يلقي ماءً ساخنًا على كلب ضال يقف أسفل منزله. المشهد المؤلم انتشر كالنار في الهشيم، واستنكر الجميع ذلك التصرف العنيف الذي لا يمتّ للرحمة أو الإنسانية بصلة.
خلف جدار الصمت.. مأساة إنسان وحيوان
لكن كما أن للصور أحيانًا ظلال لا نراها، فإن وراء هذا المشهد المؤلم قصة إنسانية أكثر تعقيدًا مما يبدو، وهو ظهر بعدما تحركت الأجهزة الأمنية فور تداول الفيديو، وبذلت جهودًا مكثفة لتحديد هوية المتهم، وتبين أنه عامل من ذوي الاحتياجات الخاصة، مقيم بدائرة مركز شرطة أبو تيج، ويعاني من الصمم. وعلى الفور تم استدعاؤه برفقة نجل شقيقته الذي يقيم معه ويعاونه في حياته اليومية، للاستماع إلى أقوالهما ومعرفة دوافع ما حدث.
وبحسب التحريات، فإن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية، وتعيش أسرته ظروفًا معقدة، وهو في الأصل شخص منطوٍ يعيش في عالم من العزلة والصمت، بعيدًا عن التفاعل اليومي مع المحيطين به.
ومع الوقت، أصبحت ردود فعله تجاه الأمور غير متوقعة وغير متزنة، خصوصًا بعد تعرضه في السابق لحوادث مزعجة من كلاب ضالة، مما جعله يشعر بالخوف والقلق المستمر.
وفي شهادات الجيران، أكد بعضهم أن الرجل لم يكن يومًا عدوانيًا، بل معروف بضعفه الشديد وحالته الصحية المتدهورة، مشيرين إلى أنه يفتقر للتواصل السليم مع من حوله، وغالبًا ما يسيء تقدير المواقف بسبب حالته النفسية الخاصة.
الكلب الضال، ضحية الحادث، نجا من الإصابة الخطيرة، بعد أن تدخل أحد السكان لإنقاذه، وتم التواصل مع جمعيات لرعاية الحيوانات لتقديم الرعاية اللازمة له.
وبعد التحقيق، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتهم، مع مراعاة حالته الصحية والإنسانية، وتقديم تقارير طبية تفصيلية للنيابة العامة.