بطولة إنسانية.. سيدة تنقذ طفلًا من أنياب كلب ضال ويعقرها في دمياط

في مشهد بطولي يجمع بين الخطر والرحمة، تدخلت السيدة نادية محمد عبد السلام (43 عامًا) من منطقة السنانية بمحافظة دمياط لإنقاذ طفل جارها، البالغ من العمر ثلاث سنوات، بعدما هاجمه كلب ضال بشراسة أمام منزله.
تمكنت نادية من تخليص الطفل من أنياب الكلب رغم تعرضها لعقر في قدمها نقلت على إثره إلى مستشفى الحميات لتلقي الإسعافات اللازمة.
روت نادية في حديثها لـ"نيوز رووم" تفاصيل الحادثة: "كنت عائدة من السوق عندما سمعت صراخًا في الشارع، وعند الاقتراب وجدت الطفل، الذي يعاني من تأخر في الكلام، واقفًا لوحده والكلب يعضه في ذراعه. لم أتمالك نفسي، جريت نحوه وضربت الكلب برجلي، فترك الطفل وهاجمني، لكنه فر سريعًا بعد ذلك."
خوف وهلع
وأضافت: "الولد كان مرعوبًا ولم يستطع الصراخ أو الحركة .. لم أفكر في نفسي للحظة، كان يجب أن أخرج الطفل من تحت أنياب الكلب حتى لو كلفني ذلك الإصابة."
ولم يمض وقت طويل حتى تجمع الأهالي وطاردوا الكلب الضال مستخدمين العصي والطوب، وتمكنت الجماعة من قتله، مما خفف من حالة الهلع التي اجتاحت المنطقة.
وأكدت "نادية" أن الكلب كان يظهر كثيرًا في الشوارع، مشيرة إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها.
بعد الحادثة، نقلت السيدة نادية إلى مستشفى الحميات بدمياط، حيث تلقت الإسعافات الأولية والمصل المضاد لعقر الكلاب، وتمت متابعة حالتها على مدار ثلاثة أسابيع خوفًا من أي مضاعفات صحية. وأوضحت: "الحمد لله العقر لم يكن عميقًا، لكنه مؤلم، والدكاترة طلبوا مني المتابعة الدقيقة."
ظاهرة انتشار الكلاب الضالة
وطالبت نادية الجهات المعنية بالتدخل العاجل للحد من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي تشكل خطرًا على المواطنين، خاصة الأطفال، قائلة: "نحن بحاجة إلى تحرك سريع قبل أن تقع كارثة لا سمح الله."
هذا وتنتظر أسر المنطقة استجابة عاجلة من الوحدة المحلية والطب البيطري بدمياط للحد من ظاهرة الكلاب الضالة التي باتت تقلق الأهالي، خاصة مع تكرار الحوادث المماثلة.
وختمت نادية حديثها برسالة مؤثرة: "لقد فعلت ما يمليه علي ضميري، ولا أريد أن يتعرض أحد آخر للأذى. الشارع يجب أن يكون مكانًا آمنًا للأطفال وكل المواطنين."