«بونش وقطعة خشب» نقل قطعة أثرية ثقيلة في المتحف اليوناني الروماني

حصل موقع نيوز رووم، على فيديو يكشف طريقة نقل قطعة أثرية ثقيلة في المتحف اليوناني الروماني، والتي وصفتها مصادر مطلعة في وزارة السياحة والآثار، بأنها تمثل خطورة كبيرة على الأثر، حيث لم يتم مراعاة عوامل الأمان الكاملة أثناء عملية النقل.
ويُظهر الفيديو عملية رفع قطعة أثرية بواسطة ونش، اعتمادًا على قطعة خشبية مسطحة، ومجموعة من الأربطة التي تحمل تلك القطعة المعتمد عليها الأثر بالكامل.
وأشارت مصادر إلى أن تلك الطريقة في النقل تفتقد إلى عوامل التأمين الكاملة، حيث يُظهر الفيديو تأرجح القطعة عدة مرات، وهو الأمر الذي كان ينذر بإمكانية سقوطها، كما أن الأحبال التي اعتمدت عليها عملية النقل كان من الممكن ألا تتحمل القطعة بشكل كامل.


المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
هو أحد أبرز المتاحف في مصر، وبدأت فكرة إنشاءه عام 1891م على يد عالم الآثار الإيطالي جوزيبي بوتي، بهدف حماية الآثار المكتشفة في الإسكندرية وما حولها من التهجير والتدمير، خاصة بعد أن كانت بعض هذه المكتشفات تُودع في متحف بولاق بالقاهرة، وصدر القرار بإنشاء المتحف في 1 يونيو 1892، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 17 أكتوبر 1892 في مبنى بسيط مستأجر.
بسبب تزايد الاكتشافات الأثرية، تم تصميم وبناء المبنى الحالي للمتحف على طراز المباني اليونانية بواسطة المهندس الألماني ديرتيش والمهندس الهولندي ليون ستينون، وافتتح لأول مرة في هذا المبنى في 26 سبتمبر 1895 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وبذا يُعد المتحف اليوناني الروماني أقدم مبنى في مصر تم تصميمه معماريًا خصيصًا لغرض حفظ وعرض الآثار.
التطوير وإعادة الافتتاح:
تم إغلاق المتحف في عام 2005 لبدء مشروع شامل للترميم والتطوير والتوسعة.
توقف العمل في المشروع عام 2011 بسبب نقص الاعتمادات المالية، ثم استؤنف عام 2018.
بعد 18 عامًا من الإغلاق، تم افتتاح المتحف مرة أخرى في 11 أكتوبر 2023 بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتطوير الشاملة.
تضمن مشروع التطوير أعمال دهانات الواجهات وتدعيم الحوائط، وترميم الواجهة الكلاسيكية، وتطوير أنظمة الإضاءة والمراقبة، وإضافة قاعات جديدة مثل "الجيبسوتيكا" التي تعرض مستنسخات جبسية، وقسم تعليمي، وأرشيف متحفي، ومكتبة تاريخية، ومخازن، ومركز ترميم.
كما تم رفع كفاءة الخدمات للزوار، بتوفير كافيتريات وبيت للهدايا، وتسهيل الوصول لذوي الهمم بتخصيص دورات مياه ومصاعد وأماكن للتربية المتحفية.
المقتنيات والمعروضات:
يضم المتحف حاليًا حوالي 6 آلاف قطعة أثرية (وذكرت مصادر أخرى 10 آلاف قطعة) تغطي الفترة من ما قبل الإسكندر الأكبر (القرن الخامس قبل الميلاد) حتى العصر البيزنطي (القرن السادس الميلادي).
يتم ترتيب القطع الأثرية في الدور الأرضي (27 قاعة) وفقًا للترتيب التاريخي.
في الدور الأول، تُعرض القطع وفقًا للتصنيف النوعي (Thematic) في قاعات مثل قاعة النيل، الأجورا، الأرض المحمرة، الصناعة والتجارة، العملة، الفن السكندري، البوباسطيون، منطقة كوم الشقافة، والمنحوتات السكندرية.
من أبرز مقتنياته:
تمثال الإله سرابيس: ممثل للإله جالسًا.
تمثال إيزيس فاريا: حامية البحر والبحارة، وهو من أضخم التماثيل في العالم وعُثر عليه في الآثار الغارقة.
تمثال إله النيل: يرمز للنماء والخير، واكتشف في منطقة الحمرة.
فسيفساء: تعود لعصور مختلفة.
عملات معدنية: يضم 4 آلاف عملة ذهبية وبرونزية نادرة من مختلف العصور.
مجموعة تماثيل من الرخام: تعود للعصر الروماني، اكتشفت بجوار معبد الرأس السوداء.
المومياوات وشواهد القبور: يضم المتحف غرفة كاملة للمومياوات.
لوحة نختانبو الأول: التي اكتشفت تحت الماء في أبوقير، وتعرض جنبًا إلى جنب مع نسختها المكتشفة في نقراطيس.
الأهمية
يعتبر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية صرحًا ثقافيًا وتاريخيًا هامًا، فهو المتحف الوحيد المتخصص في آثار وحضارة مصر في العصرين اليوناني والروماني.
يسلط الضوء على مدى الارتباط التاريخي والثقافي بين الحضارات اليونانية والرومانية والمصرية.
يساهم في تعزيز السياحة الثقافية في الإسكندرية ويقدم للزوار لمحة عن ماضي المدينة العريق ودورها كمركز للحضارة في العصور القديمة.
موقع المتحف
يقع المتحف اليوناني الروماني في منطقة المسلة شرق بالعطارين، محافظة الإسكندرية، وهو مفتوح يوميًا، وتختلف مواعيد الإغلاق بين أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع.