الرئيس الأنجولي: التكامل الإقليمي هو مفتاح تحقيق أجندة 2063

في كلمته خلال الاجتماع التنسيقي النصف سنوي السابع للاتحاد الإفريقي، الذي عُقد بحضور عدد من القادة والرؤساء الأفارقة وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، شدد الرئيس الأنجولي والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي على أهمية التكامل الإقليمي باعتباره محركًا رئيسيًا لتنفيذ "أجندة إفريقيا 2063"، التي تمثل خارطة الطريق المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك لدول القارة.
الامتنان لغينيا واستضافة القمة
استهل الرئيس الأنجولي كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى رئيس جمهورية غينيا وشعبها، على استضافة فعاليات هذه القمة الهامة، والتي وصفها بأنها محطة محورية لمراجعة التقدم المحرز في مسار الأجندة التنموية للقارة.
وقال الرئيس الأنجولي: "نُعبر عن امتناننا لرئيس غينيا وشعبها على كرم الضيافة والتنظيم الجيد لهذا الاجتماع، الذي يُعد فرصة لتعزيز التنسيق ومتابعة الأهداف المشتركة لأجندة 2063."
التكامل يتجاوز الاقتصاد والثقافة
أوضح الرئيس الأنجولي أن مفهوم التكامل الإقليمي لا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية أو الثقافية، بل يمتد ليشمل أبعادًا استراتيجية أعمق، تهدف إلى تجاوز التحديات الموروثة من الحقبة الاستعمارية وتحقيق التماسك السياسي والمؤسسي بين دول القارة.
وأضاف الرئيس الأنجولي: "التكامل الإقليمي يمثل أحد أعمدة التحول في القارة، فهو ليس مجرد تقارب اقتصادي أو ثقافي، بل أداة رئيسية لتلبية احتياجات شعوبنا وتحقيق التطلعات الجماعية نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا."
التنسيق بين الكيانات
شدد الرئيس الأنجولي على أهمية التنسيق بين المنظمات القارية والإقليمية، معتبرًا أن تحقيق الانسجام بين السياسات الوطنية والقارية يتطلب جهودًا مشتركة وأطرًا مؤسسية فعالة.
وقال الرئيس الأنجولي في هذا السياق: "نحن بحاجة إلى تعزيز التنسيق بين الآليات الإقليمية والتجمعات الاقتصادية في إفريقيا، لأن هذا يمثل حجر الأساس لبناء منظومة إفريقية موحدة وقوية تستطيع التعامل مع التحديات المتغيرة للعصر."
التجارة الحرة نموذج
وفي إشارة إلى التقدم الذي تم إحرازه في مسار التكامل الإفريقي، أشار الرئيس الأنجولي إلى إنشاء "منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية" باعتبارها واحدة من أبرز الخطوات العملية نحو تحقيق التكامل الاقتصادي، وتعزيز التبادل التجاري بين دول القارة بعيدًا عن الحواجز الجمركية والمعوقات التنظيمية.
وأكد الرئيس الأنجولي أن: "هناك مؤشرات إيجابية للغاية في ما يتعلق بتفعيل منطقة التجارة الحرة، ما يعكس جدية الدول الإفريقية في تحقيق التكامل وتحويل الأهداف النظرية إلى نتائج ملموسة."

التزام القارة بمستقبلها
اختتم الرئيس الأنجولي كلمته بالتأكيد على التزام القادة الأفارقة بمواصلة العمل لتحقيق أجندة 2063، وتطوير شراكات استراتيجية على المستويين القاري والدولي، بما يخدم مصالح الشعوب الإفريقية ويضمن مستقبلًا واعدًا لأجيالها القادمة.
وقال الرئيس الأنجولي في ختام كلمته: "نعمل سويًا، قيادة وشعوبًا، لتحويل أحلام إفريقيا إلى واقع، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الإرادة السياسية والتكامل الحقيقي بيننا."