عاجل

مرصد الأزهر يناقش تأويلات داعش للحديث الشريف من منظور أصولي نقدي

الباحث محمد عبودة
الباحث محمد عبودة

شارك الدكتور محمد عبودة، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في ورشة عمل نظمها المعهد الألماني للدراسات الشرقية، حيث قدّم ورقة بحثية بعنوان: "الحديث الشريف والنوع الاجتماعي: قراءة أصولية نقدية لتأويلات داعش وتداعياتها الحقوقية والاجتماعية".

وتناولت الورقة تحليلاً معمقًا لكيفية توظيف تنظيم "داعش" لبعض الأحاديث النبوية في تكريس خطاب تمييزي ضد المرأة، وذلك من خلال قراءة مجتزأة ومنفصلة عن السياقات الأصولية والتاريخية للنصوص الشرعية، مثل قوله صلى الله عليه وسلم "ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة" وقدّم د. عبودة قراءة أصولية نقدية تعيد الاعتبار للسياق، والمقاصد، والعلل، في تأويل تلك الأحاديث، مستعرضًا في الوقت نفسه الآثار الحقوقية والاجتماعية الخطيرة التي ترتبت على توظيف هذه النصوص في الواقع الميداني والمشهد الإعلامي.

وأكد عبودة في مداخلته أن الحديث الشريف، في منبعه النبوي، كان أداة لبناء العدالة والرحمة، لا وسيلة للتمييز والتسلّط، مشيرًا إلى أن الفهم المغلوط للنصوص ساهم في تبرير انتهاكات صارخة ارتكبتها التنظيمات المتطرفة باسم الدين، وقد لاقت الورقة اهتمامًا من الحضور، حيث أثارت نقاشات عميقة حول طبيعة عمل المرصد والقضايا التي يهتم بها ومنهجية رده على التنظيمات المتطرفة خصوصا في ظل هزيمة تلك التنظيمات عسكريا.

وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود البحثية المتواصلة التي يبذلها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في مجال تفكيك خطاب العنف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والنصوص الشرعية، سواء في المحافل المحلية أو الدولية.

مرصد الأزهر يحذر من التحيز الإعلامي ضد المسلمين

قدّم الدكتور خالد عباس، عميد كلية اللغات والترجمة ومستشار مرصد الأزهر للشأن الأوروبي، رؤيةً شاملة حول تصاعد الإسلاموفوبيا المعاصرة، وذلك خلال المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام المنعقد تحت شعار: "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية"، بتنظيم مشترك من جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

مرصد الأزهر يحذر من التحيز الإعلامي ضد المسلمين ويدعو لتشريعات دولية تجرّم الإسلاموفوبيا

وأكد د. خالد عباس، في مستهل الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتورة رهام عبد الله سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على تقدير المرصد العميق لهذا المؤتمر الذي يُعد منصة مهمة لتسليط الضوء على ظاهرة طالما رصد المرصد تداعياتها، والتي لم تقتصر على المسلمين في الغرب فحسب، بل طالت قضايا إنسانية كبرى مثل القضية الفلسطينية، في ظل تصاعد الانحياز الإعلامي الصارخ لصالح الكيان الصهيوني.

وانتقد د. خالد عباس الخطابَ الإعلامي الغربي الذي رسّخ صورة الإسلام كمرادف للإرهاب، مؤكدًا أن عبارة "الله أكبر" أضحت تُثير الذعر وتُرتبط آليًا بالهجمات، نتيجة الصورة النمطية التي صاغها الإعلام الغربي عن المسلمين وحصرهم في قالب يتسم بالعنف والتشدد، مما "يمنح الغطاء الأخلاقي والسياسي لانتهاكات مروعة ضدهم".

تم نسخ الرابط