عاجل

ارتفاع نسبة الحرائق خلال فصل الصيف.. خبراء الحماية المدنية يحذرون من المخاطر

حرائق الصيف
حرائق الصيف

شهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الحرائق تزامنا مع فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل ملحوظ ومع زيادة النشاط البشري في بعض المجالات التي تشكل مصدر خطر، هذا الوضع دفع الجهات المعنية، خصوصًا في قطاع الحماية المدنية، إلى رفع حالة التأهب لمواجهة الحرائق التي تندلع في مناطق متعددة من الجمهورية.
 

في تقرير خاص مع خبراء في مجال الحماية المدنية، تم تسليط الضوء على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تزايد حرائق الصيف هذا العام، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها لتقليل المخاطر.


ارتفاع درجة الحرارة وغياب الوقاية


أوضح اللواء حسام محمود، خبير في الحماية المدنية، أن "الحرائق الصيفية في مصر تتأثر بشكل رئيسي بارتفاع درجات الحرارة، مما يساهم في زيادة قابلية المواد القابلة للاشتعال للاشتعال بسرعة أكبر".

وأضاف: "التوسع العمراني غير المنظم واستخدام المواد القابلة للاشتعال دون مراعاة إجراءات السلامة هي عوامل أخرى تتفاقم في الصيف".

وأشار إلى أن الحرائق التي تندلع في الأسواق والمناطق التجارية، وكذلك في المصانع والمخازن، تمثل جزءًا كبيرًا من المشكلة، بسبب غياب أنظمة الأمان وإهمال الصيانة الدورية في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ذلك، أكد الخبير أن “الزيادة في عدد حالات الحرق داخل المنازل تأتي نتيجة لاستخدام الأجهزة الكهربائية بشكل مفرط والتساهل في التعامل مع مصادر الحرارة العالية".
 

أسباب أخرى وراء تزايد الحرائق
 

من جانب آخر، ذكر العميد أحمد جاد، خبير آخر في الحماية المدنية، أن “ارتفاع الازدحام السكاني في المناطق السكنية والأسواق الشعبية يساهم في تفاقم حدة الحرائق، حيث يصعب السيطرة عليها في الأماكن المزدحمة".

وأضاف جاد: "أما بالنسبة للمناطق الريفية، فإن الحرائق الزراعية تعتبر من أبرز المشكلات في الصيف، حيث يساهم استخدام وسائل الري التقليدية والحرائق الناتجة عن حرق الحقول في زيادة عدد الحوادث."

إجراءات الوقاية والتحكم


فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، شدد الخبراء على ضرورة تكثيف التوعية المجتمعية حول كيفية الوقاية من الحرائق، لا سيما في المناطق الأكثر عرضة لخطر الحريق مثل الأسواق والمنازل. 
 

كما أشاروا إلى أهمية تركيب أنظمة إطفاء حديثة في المنشآت التجارية والصناعية، خاصة في الأماكن التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال مثل المحلات التجارية التي تبيع المواد الكيميائية أو الوقود.

وأكد الخبراء على ضرورة تحسين مستوى تدريب فرق الإطفاء والتأكد من جاهزية المعدات والأدوات الخاصة بمكافحة الحرائق. كما أشاروا إلى أهمية تعاون كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية في توفير الدعم اللوجستي والموارد اللازمة لمكافحة الحرائق.

خطة الطوارئ والتنسيق بين الجهات

أوضح اللواء حسام محمود أن "الاستجابة السريعة تعد عاملًا أساسيًا في الحد من أضرار الحرائق"، مشيرًا إلى أهمية وجود خطة طوارئ شاملة تشمل التنسيق بين فرق الحماية المدنية، الشرطة، والجيش، بالإضافة إلى مشاركة المواطنين في إجراءات الوقاية، من خلال نشر ثقافة السلامة في الأماكن العامة.

وفيما يتعلق بحجم الخسائر، أكد الخبراء أن الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحرائق الصيفية عادة ما تكون كبيرة، ويجب على الجميع اتخاذ الحيطة والحذر، خاصة في ظل الظروف الجوية القاسية.

تتطلب زيادة الحرائق في فصل الصيف في مصر تحركًا عاجلاً على جميع المستويات، بدءًا من تأهيل المواطنين للتعامل مع المواقف الطارئة، وصولاً إلى تحديث سياسات الوقاية والتخطيط للطوارئ، إن تكثيف الجهود الوقائية من شأنه تقليص الأضرار والخسائر البشرية والمادية، ويعد التعاون بين المواطنين والجهات المعنية من العناصر الأساسية في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.

ويبقى العمل على رفع الوعي المجتمعي وتهيئة الظروف الملائمة لفرق الحماية المدنية لتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا التحدي الموسمي، من أولويات المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط