الباحثة بمرصد الأزهر تفجر مفاجأة بشأن المراهنات الرياضية (فيديو)

أكدت ياسمين فاروق، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن المراهنات الرياضية تندرج ضمن مفهوم القمار الذي حرّمه الإسلام، مستندة إلى قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة: 90). 

وأوضحت أن الميسر يشمل جميع أشكال القمار، بما في ذلك المراهنات التي تعتمد على الحظ والمجازفة بالمال، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع مبادئ العدالة الاجتماعية والأخلاق الإسلامية.

تحريم المراهنات الرياضية

جاءت تصريحات فاروق خلال مشاركتها في برنامج "قضايا المسلمين حول العالم"، الذي يُبث على قناة "الناس"، حيث شددت على أن العلماء والفقهاء، ومنهم ابن عباس وقتادة ومجاهد، أجمعوا على أن كل ما يندرج تحت باب القمار والميسر فهو محرم شرعًا.

وأكدت أن المراهنات الرياضية لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تمتد آثارها إلى أبعاد اجتماعية خطيرة، حيث تؤدي إلى انتشار العداوة والبغضاء بين الأفراد، خاصة عند إعلان نتائج المباريات، إذ يشعر الفائزون بالفرح والانتصار بينما يتملك الغضب والإحباط من الخاسرين، ما قد يؤدي إلى نشوب النزاعات والخلافات بينهم.

وأوضحت فاروق أن هناك مخاطر أخلاقية وسلوكية أخرى لهذه المراهنات، حيث تدفع بعض الأفراد إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية بسبب الرغبة في تحقيق مكاسب مالية سريعة، مما قد يؤدي إلى إدمان المراهنات وإهدار المال في أوهام الربح السريع. كما أنها تشجع على الغش والتلاعب بنتائج المباريات، مما يضر بالنزاهة الرياضية ويُفقد الرياضة قيمتها التنافسية العادلة.

المراهنات وأموال الناس 

وأكدت الباحثة أن المراهنات الرياضية تمثل صورة من صور أكل أموال الناس بالباطل، حيث يعتمد الرهان على خسارة طرف مقابل فوز طرف آخر، دون وجود أي جهد مشروع أو قيمة حقيقية يتم تبادلها، مما يجعلها مصدرًا للثراء غير المشروع. 

وأشارت إلى أن التأثير السلبي لهذه الظاهرة لا يقتصر على الأفراد، بل يمتد إلى المجتمع ككل، حيث تؤدي إلى الإضرار بالسلم الاجتماعي والأمن المجتمعي، مما يجعلها خطرًا لا يمكن الاستهانة به.

دعوة للتوعية بالمراهنات

وشددت فاروق على أهمية توعية الشباب بمخاطر المراهنات الرياضية من خلال البرامج الإعلامية والتوعوية، والعمل على مكافحة انتشارها عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. 

كما دعت المؤسسات الدينية والتربوية إلى تعزيز القيم الأخلاقية والوعي الديني لدى الأفراد، مشيرة إلى أن الإسلام يدعو إلى السعي المشروع لكسب الرزق بعيدًا عن الوسائل التي تؤدي إلى الظلم والاستغلال.

وأكدت أن القوانين والتشريعات يجب أن تلعب دورًا أكثر فعالية في مكافحة انتشار المراهنات غير المشروعة، سواء من خلال تشديد الرقابة على مواقع الرهان الإلكتروني أو فرض عقوبات صارمة على الجهات التي تروج لها.

 واختتمت حديثها بالتحذير من أن استمرار انتشار المراهنات الرياضية دون رقابة قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات الإسلامية.