إسرائيل وصفته بـ "الأسوأ في العالم".. كواليس التحقيق الأممي الذي فضح تل أبيب

في خطوة تفضح واقع الاحتلال الإسرائيلي، كشف تحقيق أممي، اليوم الخميس، عن ارتكاب إسرائيل "أعمال إبادة" في قطاع غزة، عبر "التدمير الممنهج" للبنية التحتية للرعاية الصحية الإنجابية، وهو ما رفضته تل أبيب بشدة.

تحقيق أممي بشأن غزة

وأكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل استهدفت بشكل متعمد النظام الصحي في غزة، مما أدى إلى تدمير القدرة الإنجابية للفلسطينيين، مشيرةً إلى أن ذلك يندرج تحت بندين من الجرائم المحددة في اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

ورداً على التقرير، أصدرت البعثة الإسرائيلية في جنيف بياناً نفت فيه الاتهامات، واصفةً إياها بـ"الادعاءات الباطلة"، ومعتبرةً أن التحقيق محاولة "لتجريم الجيش الإسرائيلي". 

تدمير الاحتلال غزة

وشدد البيان على أن الجيش الإسرائيلي لديه سياسات وإجراءات صارمة تمنع مثل هذه الممارسات، مع آليات رقابة للتحقيق في أي تجاوزات محتملة.

ويشير التقرير إلى أن إسرائيل "تورطت في اثنين من خمسة أفعال تُعرّفها اتفاقية منع الإبادة الجماعية"، حيث تعمدت فرض ظروف معيشية قاسية تستهدف الفلسطينيين، إضافة إلى اتخاذ إجراءات تقوّض فرص الولادات داخل القطاع.

وأكدت نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق، أن ما حدث في غزة لم يقتصر على الأضرار الجسدية والنفسية المباشرة، بل امتد ليؤثر على الصحة الإنجابية وفرص الخصوبة للفلسطينيين، ما يترك آثارًا طويلة الأمد لا يمكن إصلاحها.

التقرير الصادر عن اللجنة، التي شُكّلت عام 2021 للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية والفلسطينية، اتهم قوات الاحتلال بممارسة العنف الجنسي والاعتداءات خلال عملياتها العسكرية، وهو ما اعتبرته إسرائيل "محاولة لخلق وهم زائف حول عنف ممنهج".

كانت اللجنة سبق أن وجهت اتهامات لحركة حماس وفصائل فلسطينية بارتكاب "انتهاكات جسيمة"، من بينها التعذيب وسوء المعاملة، خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

يُذكر أن إسرائيل موقعة على معاهدة منع الإبادة الجماعية، لكنها ليست طرفًا في نظام روما الأساسي، الذي يمنح المحكمة الجنائية الدولية صلاحية ملاحقة الأفراد المتورطين في هذه الجرائم. 

كانت جنوب أفريقيا قد رفعت دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

وتشير الإحصاءات إلى أن هجوم 7 أكتوبر الذي قادته حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 أسيرا بينما أودت الحرب الإسرائيلية في غزة بحياة نحو 48 ألف فلسطيني، وأصابت أكثر من 100 ألف، وسط دمار واسع وفقدان الآلاف.