محمد علاء.. وداع على الطريق قبل أن تكتمل فرحة الهندسة

لم يكن صباح طامية في محافظة الفيوم عاديًا، فالحارة التي كانت تستعد لفرحة كبيرة، تحولت في لحظة إلى سرادق عزاء، والضحكات التي كانت تُحضّر لاستقبال "جهاز العروسة"، خنقتها دموع الفقد على شاب لم يكمل عامه الثاني والعشرين.
وفاة محمد علاء طالب في كلية الهندسة بجامعة الفيوم
محمد علاء، طالب في كلية الهندسة بجامعة الفيوم، شاب من قرية الروضة، عرفه الجميع بابتسامته الهادئة وحضوره الطيب، كان من الشباب الذين يحملون على أكتافهم طموحات لا تنتهي، وأحلامًا لا تزال تُبنى، ربما في مشروع تخرج، أو في حياة يخطط لبدايتها بعد التخرج.
خرج مع أهله ليساعد في نقل "جهاز عروسة"
في ذلك اليوم، لم يكن محمد ذاهبًا إلى الجامعة، بل خرج مع أهله وأصدقائه ليساعد في نقل "جهاز عروسة"، كعادة أبناء القرى الذين يتشاركون الأفراح كما يتقاسمون الأحزان، واستقل السيارة الربع نقل، جلس مع الشباب، يضحكون، يغنون ربما، ويتبادلون النكات على الطريق المؤدي إلى بيت العروس.
لكن على مقربة من المدرسة الصناعية بطامية، وقع ما لم يكن في الحسبان، اختل توازنه فجأة أثناء سير السيارة، وسقط من فوقها بطريقة مأساوية، ليجد نفسه بين سيارتين ملاكي، حيث لقي مصرعه في الحال، ولم تكن هناك فرصة لإنقاذه، ولم تنفع الصيحات التي تعالت لحظة السقوط، فالقدر كان أسرع.
تحولت الأجواء من زغاريد إلى صدمة
في دقائق، تحولت الأجواء من زغاريد إلى صدمة، سيارة الإسعاف حضرت، لكن محمد لم يعد على قيد الحياة، نُقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى طامية المركزي، وانهارت أسرته التي لم تصدق أن "محمد" الذي خرج منذ لحظات ليساعد في الفرح، لن يعود أبدًا.
النيابة العامة صرحت بالدفن بعد أن تأكدت من عدم وجود شبهة جنائية، لكن الأسى لم يُغلق بالتصريح، ولا الألم انتهى بكلمات العزاء.
محمد علاء، لم يمت فقط تحت عجلات القدر، بل رحل وهو في قمة عطائه، شابًا في مقتبل العمر، طموحًا، محبوبًا من كل من عرفه، وترك وراءه قصة حزينة تُروى في كل بيت، عن شاب خرج للفرح ولم يعد.