مفارقة السلام: نتنياهو وترامب وعبثية الترشيح لجائزة نوبل

على الرغم من دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اللامحدود لإسرائيل في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة – التي شهدت إجرامًا صهيونيًا جعلها بلا منازع الحرب الأبشع في التاريخ الحديث – فإن باكستان وإسرائيل رشحتا ترامب لجائزة نوبل للسلام.
سخرية سوداء تتجاوز حدود المنطق
وقدّم رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أوراق ترشيح ترامب خلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض، وهو ما علّق عليه الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، بقوله إن ذلك يمثل “سخرية سوداء تتجاوز حدود المنطق”، لا سيما وأن نتنياهو نفسه ملاحق من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وقال سلامة لـ”نيوزرووم”، إن ترشيح نتنياهو للرئيس الأمريكي لجائزة نوبل للسلام يُعد استفزازًا سافرًا للمجتمع الدولي، ويلقي بظلال قاتمة على مصداقية الجائزة الأرفع في مجال السلام.
وأضاف أستاذ القانون الدولي: “يدّعي نتنياهو أن ترامب يُرسي السلام في بلد تلو الآخر، لكن هذه التصريحات لا تعدو كونها أكاذيب تجميلية، تُغطي سياسات الإدارة الأمريكية الداعمة بشكل أعمى لإسرائيل، والمتجاهلة للحقوق الفلسطينية، والمهدّدة للاستقرار الإقليمي والدولي”.
وتساءل: كيف يمكن لمن يُسهم في تأجيج الصراعات، ويدعم الاحتلال، ويُشجّع على التوسع الاستيطاني، أن يُنظر إليه كصانع للسلام؟
ترامب على خطى هتلر.. مجازر تُكافأ بترشيحات نوبل للسلام
وأردف قائلًا: “المفارقة تتجلى بوضوح في المقارنة مع ما حدث عام 1938، عندما رُشّح أدولف هتلر لجائزة نوبل للسلام لدوره في أزمة تشيكوسلوفاكيا، رغم ابتلاعه لثلث البلاد”.
وأكد أن التاريخ يُعيد نفسه، لا كملهاة فحسب، بل كمأساة، تُبرهن على أن تجميل الوجوه القبيحة بات أمرًا طبيعيًا في عالم السياسة الدولية.
وشدد على أن ترشيح نتنياهو لترامب ليس إلا محاولة يائسة لتبييض صورتهما في ظل سيل الاتهامات بانتهاك القانون الدولي والمبادئ الإنسانية.
ووصف الدكتور أيمن سلامة ما يحدث بأنه “كوميديا سوداء”، تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي لإعادة الاعتبار لمؤسساته وقيمه.