ترامب أكثر رؤساء العالم حبًا للشهرة والظهور.. يريد البابوية ويلبس زي سوبرمان

دونالد ترامب، ذلك الشخص الذي لن يمر يوم خلال السنوات الثلاث المقبلة التي سيقضيها في البيت الأبيض – أو ربما أكثر – دون أن ترى وجهه على شاشة التلفاز، فهو يُدلي بتصريح أو يظهر في لقاء إعلامي يوميًا تقريبًا، على عكس باقي زعماء العالم، إذ يبدو مهووسًا بالشهرة والظهور، وتصدّر الصفحات الأولى في الصحف العالمية وترندات مواقع التواصل.
يشاهد التلفاز طوال النهار ويحب أن يظهر عليه مساءً
وإذا أردنا أن نُجمل شخصية ترامب، فلن نجد وصفًا أدق مما قاله الصحفي الأمريكي الشهير بوب ودورد، (مفجّر فضيحة ووترغيت)، الذي كتب في كتابه “الحرب”: “دونالد ترامب يشاهد التلفاز طوال النهار، ويحب أن يظهر عليه مساءً”.
ورغم كونه زعيم “القطب الأوحد” في العالم، فإن وقار الرؤساء ليس من سماته، إذ قد تصادفك صورة له بزي سوبر مان مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، ليس من قبل ساخرين بل من البيت الأبيض، فمثل تلك الأشياء تروق له كثيرًا، فهو كثير الهزل، غريب الأطوار، صعب التنبؤ بتصرفاته – وهي صفة يفتخر بها – وصاحب لسان سليط في مواجهة خصومه.
أما سياساته، فيصعب على كثير من المحللين والخبراء التنبؤ بها، لأنه غالبًا لا يعرف ماذا سيفعل غدًا، فقراراته مرهونة بمزاجه وأهوائه، إذ أنه لا يعمل وفق خطة أو استراتيجية محددة.
ومن الثراء الفاحش إلى النفوذ اللامحدود الذي يمنحه له منصبه، لم يكتفِ ترامب بذلك، بل كثيرًا ما يتقمص أدوارًا غير تقليدية، مثل الصحفي أو المحقق، فيستدعي زعماء العالم إلى البيت الأبيض، ويسلط عليهم عدسات الكاميرات ولسانه، بأسلوب غير مألوف سياسيًا.
فقد جلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وجعله أضحوكة أمام العالم. لم يكن اللقاء بين رئيسين، بل أشبه بجلسة استجواب بين محقّق ومتهم، إذ وجّه ترامب لزيلينسكي انتقادات حادة واتهامات مباشرة.
أما في آخر لقاء له مع قادة إفريقيا، فقد ظهر بتعابير وإيماءات غريبة خلال اجتماع له مع رؤساء موريتانيا، وغينيا بيساو، وليبيريا، والسنغال، والغابون. وبينما كان أحد القادة يتحدث، بدأ الانزعاج يظهر على لغة جسد ترامب، فقام ببعض تعابير الوجه، ثم حرك أصابعه بطريقة توحي بضرورة اختصار الحديث، وكرّر الإشارة مجددًا.
ثم قال بوضوح: “علينا المضي قدمًا”، وطلب من الرئيس التالي “الإسراع” في حديثه “لأن جدول الأعمال حافل”، وهو ما اعتبره كثيرون تصرفًا عنصريًا، يعكس توجهاته اليمينية المتطرفة وإيمانه بتفوّق الرجل الأبيض.

من الرغبة في البابوية إلى سوبر مان

وبهذه العنصرية، والسياسات اليمينية، ودعمه لآلة الحرب الإسرائيلية في إبادة الفلسطينيين ومحاولة تهجيرهم، فضلًا عن مهاجمته المشروع النووي الإيراني، وإطلاق يد إسرائيل في الشرق الأوسط، يرى ترامب نفسه جديرًا بجائزة نوبل للسلام.
ويبدو أن ترامب يريد كل شيء في آنٍ واحد، إذ عبّر في إحدى المناسبات عن رغبته في الجمع بين كرسي الرئاسة والبابوية، ورغم أن البعض اعتبر تصريحه مجرد نكتة، فإن سيغموند فرويد يرى أن المزاح كثيرًا ما يعكس رغبات مكبوتة.
أما تصريحاته عمومًا، فكثير منها لا يؤخذ على محمل الجد، خاصةً مع اعتياده الكذب؛ فقد أكدت صحيفة واشنطن بوست أنه تجاوز حاجز 10 آلاف كذبة خلال ولايته الأولى.