عاجل

«ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل اللَّه»..تفسير الآية 246 من سورة البقرة

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

تدبر القرآن هو أمر إلهي خاصة في ظل عدم الدراية بألفاظه ومعانيه وفي ظل سورة البقرة نوضح تفسير الآية 246 - 247، ضمن تفسير القرآن الكريم والذي يقدمه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر.

تفسير الآية 246 من سورة البقرة

يقول الحق سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل لنبيهم: {ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، ويوضح الدكتور علي جمعة أن الآية تشير إلى طلب بني إسرائيل من نبيّهم إرسال ملك ليقاتلوا معه في سبيل الله وهذه الآية تفتح أفقًا واسعًا للتفسير.

وأكمل في تفسيره سورة البقرة: «النص القرآني لا يحدد هوية القائل في بداية القصة، مما يتيح للنص بقاءه مفتوحًا لتعدد الفهم، وهناك تأثير واضح للمصادر التاريخية والكتب السابقة على تفسير هذه الآيات»، مشيرًا إلى أن  النص القرآني لم يُشر بشكل مباشر إلى أن الملك كان طالحًا أو صالحًا، مما يجعل القرآن محكمًا وغير متأثر بالتحيزات التي ربما وردت في المصادر التاريخية.

وأردف: الحوار في القصة قد يكون بين النبي وبني إسرائيل، وقد يكون بين الملك وبني إسرائيل، وبقاء النص مفتوحًا يتيح إمكانية تأويلات متعددة دون القطع بتحديد جهة الحوار، كما أن عدم وقوع النص القرآني في أي تناقض رغم تعدد القراءات يُعد من إعجازه.

ولفت إلى أن مقارنة التفاسير بالنص القرآني تكشف الفرق بين النص المنزل والتفسيرات البشرية القابلة للخطأ، وأن النقاش حول الكفاءة مقابل التقى يبرز أهمية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، خاصة في سياق الحروب وإدارة الأزمات.

وشدد على أنه إذا كان الملك فاسقًا ولكنه كفء في قيادة الحروب، فقد يكون مُقدَّمًا على شخص تقي لكنه غير قادر على الإدارة.

من هو النبي المخاطب في آية سورة البقرة؟

جاء في تفسير الطبري لآية سورة البقرة أن القول في تأويل قوله : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " ألم تر "، ألم تر، يا محمد، بقلبك، تعلم بخبري إياك، يا محمد=" إلى الملأ "، يعني: إلى وجوه بني إسرائيل وأشرافهم ورؤسائهم=" من بعد موسى "، يقول: من بعد ما قبض موسى فمات=" إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ".

فذكر لي أن النبي الذي قال لهم ذلك شمويل بن بالى بن علقمة بن يرحام بن إليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا بن صفنية بن علقمة بن أبي ياسف بن قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

تم نسخ الرابط