محمد صلاح: الإعلام يعاني من خلل عميق فى المهنية منذ 2011 |فيديو

أكد الكاتب الصحفي محمد صلاح، أن الإعلام المصري يعاني منذ أحداث ثورة يناير 2011 من خلل عميق في بنيته وتركيبته المهنية، موضحًا أن ما شهده المجال الإعلامي من تغيرات حادة في الوجوه والأدوار أدّى إلى تشويش كبير في العلاقة بين الرأي والمعلومة، وإلى انحدار تدريجي في معايير الأداء الإعلامي.
ظهور وجوه غير مؤهلة
وخلال لقائه مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر في برنامج آخر النهار، على قناة "النهار"، قال محمد صلاح إن فوضى ما بعد 2011 أدخلت الإعلام في أزمة هوية، حيث ظهرت شخصيات غير مؤهلة احتلت مساحات واسعة على الشاشات، وبدلًا من تقديم الرأي المدعوم بالمعلومة والتحقيق الصحفي، أصبح بعض مقدمي البرامج يُنظر إليهم كنجوم أو شخصيات عامة، يفرضون وجهات نظرهم على الجمهور.
وأشار محمد صلاح إلى أن الدور الحقيقي للإعلامي يجب أن يظل محصورًا في عرض الآراء بموضوعية والتحقيق في المعلومات دون تحيّز، وليس استغلال المنصة الإعلامية لبناء نفوذ شخصي أو سياسي.
أزمة سنترال رمسيس
وانتقد محمد صلاح التناول الإعلامي لحادث حريق سنترال رمسيس، مؤكدًا أن معظم وسائل الإعلام افتقرت للجوانب الإنسانية في تغطيتها، وقال: "من الذي اقترب من رجال الدفاع المدني الذين وصفهم البعض بأنهم (رجال من ذهب)؟ من تحدث إليهم أو إلى أسرهم؟ من سلط الضوء على تضحياتهم؟".
وشدد محمد صلاح على أن الإعلام كان يجب أن يذهب إلى ما هو أعمق من مجرد تغطية الحدث لحظة وقوعه، وأنه كان من الواجب تقديم تحقيقات عن ظروف عمل رجال الإنقاذ، وحجم المخاطر التي يتعرضون لها، ورواتبهم المتدنية مقارنة بتضحياتهم.
تسجيل الحدث لا يكفي
وردًا على مداخلة خالد أبو بكر التي أشار فيها إلى قيام بعض المنصات بتغطية جهود الدفاع المدني، قال محمد صلاح: "أنا لا أتحدث عن مجرد تسجيل أو بث الحدث، بل عن بذل الجهد الصحفي في الوصول إلى هؤلاء الأبطال والحديث معهم ومع أسرهم، واستكشاف واقعهم من الداخل".
وأضاف محمد صلاح أن التركيز الإعلامي بات منصبًا على الخطاب السياسي السطحي والقضايا المثيرة للجدل، متجاهلًا القضايا العميقة التي تمس الإنسان المصري، وتُعبّر عن قصص النضال اليومي للمواطنين في مواقع العمل والبطولة.
الإعلام بحاجة لإعادة ترتيب
وشدد محمد صلاح على أن الإعلام المصري يعاني من خلل واضح في ترتيب أولويات التغطية، إذ يتم تضخيم الأزمات والخلافات، بينما يُهمل الجوانب البنّاءة والمُضيئة التي يمكن أن تزرع الأمل وتُعزز الانتماء.

ودعا محمد صلاح إلى ضرورة استعادة روح الصحافة المهنية والتحقيقات الإنسانية، مؤكدًا أن الإعلام لا يجب أن يكون مجرد منصة للجدل السياسي، بل عليه أن يُسلط الضوء على النماذج الإيجابية، ويُعيد الاعتبار للأدوار الحيوية في المجتمع التي غالبًا ما تُهمّش.