خالد الجندي: مخاطبة الله لعبده يوم القيامة من دلائل الرحمة Iفيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن مخاطبة الله للعبد يوم القيامة تُعد من أعظم علامات الرحمة الإلهية، مشيرًا إلى أن هذا الخطاب السماوي يُمثل دائرة الأمان الإلهي للعبد في يوم الحساب العظيم.
وأوضح خالد الجندي، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" على شاشة قناة DMC، أن عدم مخاطبة الله للعبد يوم القيامة يُعد من أشد صور الغضب والعقاب الإلهي، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة آل عمران: "ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"، وهو ما يبين خطورة هذا الموقف الذي ينم عن غضب إلهي كبير وحرمان من الرحمة.
أمن وسكينة يوم القيامة
وشدد خالد الجندي، على أن العبد الذي يُكلمه الله يوم القيامة، هو في مأمن من العذاب، لأنه داخل نطاق الرحمة الإلهية والمغفرة، مستنكرًا فكرة أن يسمع الإنسان كلام الرحمن ثم يُلقى في النيران، مؤكدًا أن هذا الخطاب لا يكون إلا لمن نال الرضا والقبول.
وضرب خالد الجندي، مثالًا بقصة سيدنا موسى عليه السلام، حين خاطبه الله وسأله: "وما تلك بيمينك يا موسى؟"، فأطال موسى في الإجابة قائلاً: "هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى". وأوضح الجندي أن موسى كان يحب الحديث مع الله، ولهذا أطال في الرد ليتواصل مع ربه أكثر.
"الإجارة" الإلهية.. حماية وعدل
وفي سياق متصل، أشار عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أن استغاثة العبد بربه يوم القيامة، مثل قوله: "يا رب ألم تجرني من الظلم؟"، تعكس حالة من التوسل والرجاء في عدل الله ورحمته، موضحًا أن كلمة "تجرني" تعني طلب الحماية الإلهية، كما ورد في قوله تعالى: "وهو يُجير ولا يُجار عليه".
وبيّن خالد الجندي، أن مفهوم "الجوار" في الإسلام يرتبط بالمعاني الأخلاقية والاجتماعية العميقة، حيث يقوم على الحماية والمساندة بين الناس، موضحًا أن الجار سُمّي بهذا الاسم لأنه في حمايتك، وأنت في حمايته، وهذا المفهوم الدنيوي يُستمد من المفهوم الأعلى، وهو جوار الله لعباده يوم القيامة.

علاقة العبد بربه .. مفتاح النجاة
واختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن العلاقة الصادقة بين العبد وربه في الدنيا، هي التي تحدد مصيره يوم القيامة، مؤكدًا أن الحديث مع الله، والدعاء، والتوبة، والرجاء، هي وسائل القرب من الله في الدنيا، والتي تُثمر أمانًا ورحمة في الآخرة.
ودعا عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المسلمين إلى تحسين علاقتهم بالله، وإكثار الدعاء والتوسل، قائلاً: "من أُكرم في الدنيا بمناجاة الله، أُكرم في الآخرة بخطابه"، مؤكدًا أن هذا الخطاب هو أعظم وسام يمكن للعبد أن يناله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.