بهاء ناجي: عمليات علاج السمنة ليست خطوة أولى.. واتباع البروتوكول الطبي ضروري

أكد الدكتور بهاء ناجي، استشاري التغذية العلاجية والطب الطبيعي، أن التوجه المتزايد نحو عمليات علاج السمنة، خصوصًا في دول الخليج ومصر، يجب أن يتم وفق ضوابط طبية صارمة وليس بدافع الرغبة السريعة في إنقاص الوزن.
أنواع عمليات السمنة وتكلفتها وانتشارها
أوضح ناجي، خلال لقائه في ندوة بـ "نيوز رووم"، أن عمليات علاج السمنة (البارياتريك سيرجري) مثل تكميم المعدة، وتحويل المسار، والبالون، وحزام المعدة، والكشكشة، بدأت بالانتشار في دول الخليج قبل أن تصبح شائعة في مصر. وأشار إلى أن هذه العمليات تُعد مكلفة، لكنها أصبحت لدى البعض "موضة"، رغم أنها مخصصة لحالات طبية محددة.
الحرارة والكسل وراء اللجوء للجراحة في الخليج
أرجع ناجي لجوء بعض شعوب الخليج لهذه العمليات إلى طبيعة الطقس الحار، الذي لا يساعد على ممارسة الرياضة أو الالتزام بأنظمة غذائية طويلة الأمد، ما جعل الحل الجراحي هو الأقرب والأسرع بالنسبة للكثيرين، قبل أن تنتقل العدوى إلى بعض الحالات في مصر.
تحذير من التوجه المباشر للجراح دون استشارة أخصائي التغذية
وشدد ناجي على أن أولى مشكلات التعامل مع السمنة تكمن في توجه المريض مباشرة إلى جراح السمنة دون المرور على طبيب تغذية متخصص، وهو ما يخالف البروتوكول الطبي المعتمد. وأوضح أن أخصائي التغذية هو الأقدر على تحديد نوع العملية المناسبة بناءً على سلوك المريض الغذائي، كمدى حبه للحلويات أو الكميات التي يتناولها.
برنامج علاجي متكامل قبل العملية
لفت ناجي إلى أن خضوع المريض للجراحة لا ينبغي أن يتم فورًا، بل يجب أن يلتزم ببرنامج علاجي يمتد إلى 6 أشهر يتضمن نظامًا غذائيًا ورياضيًا ودعمًا نفسيًا، يتم من خلاله تقييم قدرته على الالتزام ومحاولة فقدان الوزن بطرق طبيعية، قبل اللجوء إلى التدخل الجراحي.
اختيار نوع العملية حسب نمط الأكل
أشار ناجي إلى أن نوع العملية يجب أن يُحدد بناءً على طبيعة الطعام المفضل لدى المريض؛ فمحبو الحلويات يُنصح لهم بتحويل المسار، أما من يتناولون كميات كبيرة من الطعام فيناسبهم التكميم.
بينما يُنصح باستخدام البالون أو الكبسولة لمن يحتاجون وسيلة مساعدة، مع ضرورة الوعي بأن هذه الأدوات مؤقتة ولن تؤدي إلى نتائج دائمة دون تغيير السلوك الغذائي.
مخاطر ما بعد العمليات في حالة الإهمال
حذر ناجي من أن عدم الالتزام بالنظام الغذائي بعد الجراحة قد يؤدي إلى استعادة الوزن المفقود. كما أن بعض المرضى قد يعيدون توسيع الجزء المتبقي من المعدة بعد التكميم نتيجة عاداتهم القديمة، وبيّن أن عملية تحويل المسار تتطلب التزامًا دائمًا بتناول الفيتامينات لتعويض ضعف الامتصاص الناتج عن إلغاء عمل المعدة.
مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة
اختتم ناجي حديثه بالتنبيه إلى أن تجاهل التعليمات بعد الجراحة، خاصة فيما يتعلق بالتغذية والفيتامينات، قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الأنيميا الحادة، أو ضعف المناعة، وقد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة، مؤكدًا أن الحل الحقيقي لعلاج السمنة يبدأ من تغيير السلوك ونمط الحياة، وليس من غرفة العمليات فقط.