باحث: نتنياهو يرفض الهدنة لإرضاء اليمين المتشدد ويسعى لاحتلال غزة بالكامل

قال الدكتور شفيق التلولي باحث سياسي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتبع نهجاً معروفاً يقوم على محاولة الإمساك بكل مفاصل اللعبة السياسية والعسكرية، وهو ما ينعكس على إدارة الحرب الجارية في قطاع غزة.
نتنياهو لا يريد أن يخسر حلفاءه
وأكد التلولي أن نتنياهو لا يريد أن يخسر حلفاءه من اليمين المتشدد، الذين يرفضون بشكل قاطع أي هدنة أو شكل من أشكال التفاوض، ويطالبون باستمرار العمليات العسكرية بل واحتلال القطاع بالكامل، رغم أن الاحتلال يسيطر فعلياً على أكثر من 85% من أراضي غزة.
وأضاف خلال تصريحات عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة في الكابينت، يعكس تبايناً في الرؤى حول جدوى استمرار العمليات العسكرية، فبينما يحذّر البعض من استنزاف طويل الأمد للجيش الإسرائيلي، تصر أطراف يمينية متشددة على استمرار الحرب ورفض التفاوض.
نتنياهو يستغل هذه الظروف للتوسع ميدانياً
وواصل، أن نتنياهو يستغل هذه الظروف للتوسع ميدانياً وفرض وقائع جديدة على الأرض، تتيح بقاء موطئ قدم للجيش الإسرائيلي داخل غزة حتى بعد التوصل لأي اتفاق هدنة.
وتابع، أنّ الهدف السياسي الأعمق لإسرائيل من هذا الوجود العسكري هو دفع الفلسطينيين نحو الهجرة القسرية، عبر خلق ظروف إنسانية خانقة ضمن مناطق مثل محور موراج، تمهيداً لتفريغ القطاع من سكانه، مبينا أن ما تسميه إسرائيل حرب وجود ليس سوى مشروع لتصفية القضية الفلسطينية، بدءاً من غزة، ثم التوجه نحو الضفة الغربية وضمها.
نتنياهو يرفض السلام
وذكر، أن نتنياهو يرفض بشكل صريح أي مسار للسلام، بما في ذلك حل الدولتين، وقد عارض حتى اتفاقيات أوسلو ومؤتمر مدريد في السابق، موضحًا، أن بقاء الحكومة الحالية مرهون باستمرار الحرب، لأن وقفها سيعني تصدع الائتلاف الحاكم.
وفي وقت سابق، قال الدكتور شفيق التلولي، الكاتب والباحث السياسي، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية ليست سوى جزء من الحرب المفتوحة التي تشنها حكومة الاحتلال على الشعب الفلسطيني، بهدف تصفية قضيته وتهجيره من أرضه، ضمن ما تسميه حكومة اليمين المتطرف "حسم الصراع".
وأشار التلولي، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الاحتلال يسعى، من خلال هذه الهجمات، إلى فرض سيطرته على الضفة الغربية عبر توسيع الاستيطان، مصادرة الأراضي، اجتثاث الأشجار، تنفيذ الاعتقالات التعسفية، وسحب الهويات من الفلسطينيين، وذلك بهدف فرض واقع جديد يمهد لضم الضفة بشكل كامل إلى إسرائيل.