عاجل

كلما اقتربت المبادرات من قطف ثمار التهدئة خرج نتنياهو ليغرس ألغام الفشل في طريقها وكأن الحرب قدر يصر عليه بإصرار وهوس شخصي لا شفاء منه

فى الوقت الذى تتحدث فيه وسائل الإعلام عن تقدم فى المفاوضات نجد الوقائع على الأرض تسير فى اتجاهٍ عكسي: القصف مستمر والأنقاض تتراكم فوق الجثث وأصوات الأطفال تختلط بركام البيوت المنهارة. فهل هذه أجواء تهدئة أم مقدمات لنكبة جديدة؟

نتنياهو يوسّع دائرة عدوانه من مواجهة مع حماس إلى حرب شعواء على الحق في الحياة وعلى كل ما تبقّى من إنسانية في قطاع غزة
أهدافه المعلنة أصبحت غطاءً لهدف خفي: إبادة شعب

لقد تحوّلت دماء الفلسطينيين إلى أداة انتخابية وأشلاء الأبرياء إلى مادة دعائية يتاجر بها نتنياهو أمام جمهوره المتطرف ليكسب مزيداً من الوقت ويؤجل السقوط الحتمي لحكومته المهترئة
هو لا يواجه حماس بقدر ما يهرب من محاكمة تقترب وائتلاف ينهار ونهاية سياسية باتت تلوح

فى إحدى زوايا غزة كانت أم تفتش بين الأنقاض عن بقايا دمية لعلها تمنح صغيرتها سبباً للبكاء دون خوف
فالمأساة هناك تتجسّد في اعتياد الأطفال مشهد الدم وفي أن يتحوّل الموت إلى وجبة يومية لا فكاك منها

العالم كله يراوغ والولايات المتحدة تمارس سياسة "الإدانة بالكلمات والدعم بالأفعال" أما نتنياهو فماضٍ في غيّه موقن أن لا عقاب سيطاله ولا محاسبة ستأتيه
المجتمع الدولي؟ أصيب بالخرس والأمم المتحدة؟ ترفع شعارات إنسانية في قاعة مغلقة بينما تُباد مدينة بأكملها في وضح النهار

كيف نُصدق أن هناك نية حقيقية لوقف إطلاق النار بينما يتفنن الاحتلال كل يوم في ابتكار أشكال جديدة للموت ويُغلق كل المعابر في وجه الحياة؟!

ما يحدث في غزة يتجاوز الصراع مع فصيل ليصبح حرباً شاملة على الوجود الفلسطيني وعلى كل ما يرمز للذاكرة والهوية والمستقبل
والمجرم الحقيقي لا يقتصر على من يضغط على الزناد إنما يشمله كل من يصمت أو يبرر أو يدّعي الحياد

هذه حرب تُشَن على غزة وتمتد لتطال الضمير الإنساني بأسره
فإلى متى سيظل العالم يشاهد المجازر على الهواء ويكتفي بإحصاء الشهداء؟

تم نسخ الرابط