كارثة صرف صحي بجوار قسم ثانٍ دمياط.. والمواطنون يستغيثون

تشهد المنطقة المحيطة بقسم شرطة ثانٍ بمدينة دمياط حالة من التدهور البيئي بعد تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي إلى الشوارع، ما أدى إلى تعطل حركة السير، وانتشار الروائح الكريهة، وظهور الحشرات، في ظل غياب تام لأي استجابة من الجهات المعنية، بحسب شهادات الأهالي.
وقال "س.م"، وهو من سكان إحدى العمارات القريبة من القسم في دمياط :" بقالنا أسبوع عايشين وسط المجاري.. لا حد جه يشيل الميه، ولا شفنا عربية شفط، والمنظر غير آدمي تمامًا". وأوضح أن المياه بدأت تتسرب إلى مداخل بعض البنايات، ما تسبب في أضرار لأرضيات البيوت، وتخوف السكان من انتشار الأمراض.
فيما قالت "ن.ع"، وهي سيدة مسنة تسكن في الطابق الأرضي: "مبقتش أعرف أخرج.. الباب قدامه ميه، والريحة كتمة نفسي، ومحدش بيبص علينا، إحنا عايشين في منطقة أمنية والمفروض تكون نموذجية مش غرقانة كده".
وأضاف "ع.ج"، صاحب سوبر ماركت صغير بالقرب من القسم: "الزبائن بيهربوا، والناس مش عايزة تعدي من الشارع.. كل يوم الميه بتزيد، وحاجتي بتبوظ، وأنا بخسر كل يوم".
وتابع "هـ.ف"، شاب يعمل في خدمة التوصيل (دليفري): "بقيت أضطر أغير طريقي كل مرة علشان أوصل الطلبات، الشارع مش نافع، والموتوسيكل غرز أكتر من مرة في الميه، وفي يوم وقعت بالعجلة".
مواطنة: إحنا عندنا أطفال صغار
أما "ك.س"، وهي أم لطفلين، فقالت: "إحنا عندنا أطفال صغار، والمنطقة كلها بقت بيئة موبوءة، الناموس داخل البيت بالعشرات، والولاد تعبوا من الحساسية والهرش، وقلقانة يجي لهم حاجة".
وأكد "م.ي"، موظف على المعاش وأحد سكان المنطقة، أن الأهالي قدموا شكاوى كثيرة عبر الهاتف والمراسلات الورقية، لكن لم يستجب أحد، مضيفًا: "إحنا مش بنطلب حاجة تعجيزية.. بس نظفوا الشارع، وشوفوا حل للصرف، ولا لازم نصور فيديو يلف السوشيال ميديا الأول؟".
وقال "ف.ن"، طالب جامعي، إن المشهد أمام قسم الشرطة نفسه أصبح مؤسفًا، مضيفًا: "الناس بتمشي على حرف الرصيف علشان تتجنب الميه، فيه عربيات بتغرز، وكل يوم في أزمة، إزاي ده يحصل في منطقة فيها مصلحة أمنية؟".
وأشارت "ل.م"، معلمة تسكن في محيط المنطقة، إلى أنها اضطرت للذهاب إلى عملها أكثر من مرة بأحذية مطاطية بسبب المياه، وقالت: "أحنا مش في قرية نائية، دي مدينة دمياط، ودي منطقة المفروض تبقى في أفضل حال، مش مشهد كارثي بالشكل ده".
وطالب الأهالي في ختام حديثهم بحل عاجل وجذري للأزمة، مؤكدين أن استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد الصحة العامة، ويضر بمصالح الناس، ويعطي صورة سيئة عن المدينة.