عاجل

هل يجوز للمرأة الظهور بدون حجاب أمام زوج أختها أو أخو زوجها؟.. الإفتاء توضح

المرأة
المرأة

يتساءل الكثير من النساء عن حكم كشف الشعر أمام زوج الأخت أو أخ الزوج خاصة وأن البعض يعتبرونه في مقام الأخ. وفي هذا السياق أجابت دار الإفتاء: لا يجوز للمرأة شرعًا أن تُظهر زينتها أو شيئًا من عورتها إلا لزوجها أو لمن ورد ذكرهم من المحارم في الشرع. وزوج أختها لا يُعد من محارمها، وكذلك أخو زوجها، فكلاهما يُعتبر أجنبيًا عنها، ولا يجوز لها أن تكشف أمامهما ما لا يحل كشفه لغير المحارم

هل الزوج مسؤول عن عدم ارتداء زوجته الحجاب؟

أولًا: الأدلة الشرعية على وجوب الحجاب
1. من القرآن الكريم:
• قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (الأحزاب: 59).
• في هذه الآية أمرٌ صريح للنساء بارتداء الجلباب (العباءة) بما يستر أجسادهن.
• قال تعالى:
﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ (النور: 31).
• أمر الله المؤمنات بعدم إظهار الزينة إلا ما ظهر منها، وهو موضع خلاف بين الفقهاء، لكنه يؤكد وجوب ستر الجسد.
2. من السنة النبوية:
• قال النبي ﷺ: “المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان” (رواه الترمذي).
• عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله ﷺ محرمات، فإذا حاذونا أسدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها، فإذا جاوزونا كشفناه” (رواه أبو داود ).

ثانيًا: مسؤولية الزوج عن حجاب زوجته

اختلف الفقهاء حول مسؤولية الزوج في إلزام زوجته بالحجاب، وبيان ذلك كما يلي:

1. القول بوجوب إلزام الزوج زوجته بالحجاب
• يستدل القائلون بهذا الرأي بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنه إلزام الزوج زوجته بالحجاب.
• قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ (التحريم: 6).
• قال ابن كثير في تفسيره: “أي علموهم وأدبوهم”.
• قال النبي ﷺ: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” (متفق عليه).
• الزوج مسؤول عن زوجته، وعليه أن يأمرها بالحجاب كما يأمر أبناءه بالصلاة.

2. القول بعدم وجوب إلزام الزوج زوجته بالحجاب
• يرى بعض الفقهاء أن الحجاب تكليف شخصي للمرأة، وليس للزوج سلطة إجبارها عليه، بل يقتصر دوره على النصح والإرشاد.
• المرأة مكلفة بنفسها أمام الله، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾ (الأنعام: 164).
• إذا رفضت الزوجة الالتزام بالحجاب رغم نصح زوجها، فلا إثم عليه، لكنه يمكنه أن يفكر في الطلاق إذا رأى أن ذلك يمس دينه.
وبناءا على ذلك فإنه:
• يجب على الزوج أن ينصح زوجته ويلزمها بالحجاب وفقًا لقدرته وسلطته الشرعية، ولكن دون إكراهها بالقوة.
• إذا رفضت الزوجة الامتثال رغم النصح، فالإثم يقع عليها وليس على الزوج، لكنه قد يختار الطلاق إذا رأى أن ذلك يؤثر على دينه وأسرته.
• الأصل أن يكون التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل: 125).
تفصيل أقوال الفقهاء حول مسؤولية الزوج عن حجاب زوجته

1. رأي الجمهور (المالكية، الشافعية، الحنابلة، وبعض الحنفية): مسؤولية الزوج في إلزام زوجته بالحجاب
• استدلوا بأن الرجل راعٍ في بيته، ومسؤول عن أهل بيته وفقًا لحديث النبي ﷺ:
“كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته…” (متفق عليه).
• يرون أن الحجاب واجب على المرأة، وإذا قصرت في الالتزام به، فإن الزوج يجب عليه أن يأمرها به، بل ويضغط عليها إن لزم الأمر، لكنه لا يجوز له استخدام العنف أو الإكراه البدني.
• إذا أصرت الزوجة على عدم ارتداء الحجاب، فقد اعتبر بعض الفقهاء أن ذلك موجب للطلاق، خاصة إذا كان يؤثر على دين الزوج أو على سمعته في المجتمع.

2. رأي بعض الحنفية وبعض المعاصرين: ليس على الزوج إجبار زوجته على الحجاب، لكن عليه النصح
• يستدلون بأن التكاليف الشرعية فردية، وأن الزوجة مسؤولة أمام الله عن حجابها، وليس للزوج أن يُكرهها عليه بالقوة.
• استشهدوا بقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ (البقرة: 256)، وقوله: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾ (الأنعام: 164).
• لكنهم لم ينفوا مسؤولية الزوج عن النصح والإرشاد والتوجيه.

موقف الفقهاء من استمرار الحياة الزوجية إذا رفضت الزوجة ارتداء الحجاب


1. القول الأول: الطلاق مستحب أو واجب في بعض الحالات
• قال بعض الفقهاء إنه إذا كانت الزوجة ترفض الحجاب عنادًا، وكان ذلك يؤثر على دين الزوج أو يسبب له فتنة، فقد يكون الطلاق مستحبًا أو حتى واجبًا.
• استدلوا بقول النبي ﷺ: “فاظفر بذات الدين تربت يداك” (متفق عليه)، أي أن اختيار الزوجة الصالحة أهم شرط في الزواج.
2. القول الثاني: الصبر والنصح أفضل من الطلاق
• قال آخرون إنه لا ينبغي التسرع في الطلاق، بل يجب على الزوج الصبر والدعوة بالحكمة، فإن استجابت فذلك خير، وإن لم تستجب فلا يكون الطلاق هو الخيار الأول.
• استدلوا بقوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء: 19)، أي أن الأصل هو حسن المعاشرة لا التفريق لأدنى سبب.


وسائل إقناع الزوجة بارتداء الحجاب

إذا كانت الزوجة غير مقتنعة بالحجاب أو ترفضه، فإن على الزوج أن يتعامل مع الأمر بحكمة ولين، مستخدمًا الأساليب الشرعية والعقلية والعاطفية لإقناعها. وفيما يلي بعض الطرق الفعالة:

1. الحوار الهادئ بالحكمة والموعظة الحسنة
• قال الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل: 125).
• ينبغي أن يكون النقاش بعيدًا عن الجدال الحاد، وأن يُظهر الزوج لزوجته محبته لها وحرصه على مصلحتها الدنيوية والأخروية.

2. توضيح الحكمة من فرض الحجاب
• يمكن للزوج أن يشرح لها أن الحجاب ليس تقييدًا لحريتها، وإنما هو تكريم لها وحماية من الأذى.
• استخدام أمثلة من الواقع تظهر أهمية الاحتشام في حفظ كرامة المرأة ومنع تعرضها للتحرش.

3. تذكيرها بثواب الامتثال لأمر الله
• يمكن أن يذكرها الزوج بالأجر العظيم لمن تلتزم بالحجاب، مثل حديث النبي ﷺ:
“إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت” (رواه ابن حبان)

4. الاستعانة بالعلماء والمشايخ الموثوقين
• يمكن عرض بعض المحاضرات أو الفتاوى لعلماء تثق بهم الزوجة، أو دعوتها لحضور دروس دينية حول الحجاب.

5. تعزيز الجو الإيماني في البيت
• عندما يكون البيت مليئًا بأجواء الطاعة (الصلاة، قراءة القرآن، الاستماع إلى دروس دينية)، فإن ذلك يؤثر على الزوجة ويقربها من الامتثال للأوامر الشرعية.

6. استخدام التأثير العاطفي
• يمكن للزوج أن يبين لها أن التزامها بالحجاب يزيد من احترامه لها وحبه لها، وأنه يريد أن يراها في أبهى صورة أمام الله.
• يمكن أن يذكرها بمكانة المرأة المحجبة في المجتمع، وكيف ينظر الناس إليها بتقدير واحترام.

7. بيان خطورة المعصية وآثارها في الدنيا والآخرة
• يمكن تذكيرها بقول النبي ﷺ: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى”، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى” (رواه البخاري).

8. تجنب الإكراه والعنف
• لا يجوز للزوج إجبار زوجته على الحجاب بالقوة أو العنف، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
• الهدف هو الإقناع القائم على الحب والتفاهم، لا على التهديد والتخويف.

ماذا يفعل الزوج إذا رفضت زوجته ارتداء الحجاب بعد كل المحاولات؟

إذا جرب الزوج كل الوسائل الممكنة لإقناع زوجته بالحجاب، لكنها استمرت في الرفض، فله عدة خيارات:
1. الاستمرار في الحياة الزوجية مع الصبر والدعاء لها بالهداية، والاستمرار في نصحها بين الحين والآخر بأسلوب لين.
2. التفكير في الطلاق إذا رأى أن عدم التزامها بالحجاب يؤثر على دينه أو على تربية أبنائه، خاصة إذا كانت تؤثر على محيط الأسرة بطريقة سلبية.
3. محاولة الوصول إلى حل وسط، مثل ارتداء ملابس محتشمة مع استمرار النقاش حول الحجاب الكامل.

تم نسخ الرابط