السفير مجدي عامر يكشف أهداف زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني إلى مصر

في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين، شهدت القاهرة زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني، في خطوة مهمة تعكس عمق الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات.
الزيارة، التي تأتي في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبرم في 2014، تأتي لتسهم في دفع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين إلى آفاق جديدة، في وقت حساس تتسارع فيه التغيرات الجيوسياسية على الساحة الدولية.
زيارة تعكس عمق التعاون الثنائي
وفي تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أشار السفير مجدي عامر، سفير مصر الأسبق لدى الصين، إلى أن هذه الزيارة تمثل استكمالًا لمسار التعاون الثنائي بين القاهرة وبكين، حيث شهدت العلاقات بين البلدين العديد من الزيارات رفيعة المستوى في السنوات الماضية، بما في ذلك زيارات الرئيس المصري إلى الصين، التي بلغت ثماني مرات.
وأوضح عامر أن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني، الذي يعد المسؤول الأول عن العلاقات الاقتصادية الخارجية لبكين، تكتسب أهمية كبيرة نظرًا للعديد من الملفات الاقتصادية التي سيتم مناقشتها، على رأسها الاتفاقيات الاستثمارية والاقتصادية المنتظرة.
اتفاقيات اقتصادية وخطوات نحو تعزيز التعاون المالي
السفير عامر أكد أن هذه الزيارة ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة في مجالات الاستثمار والتمويل، والتي ستفتح الباب أمام العديد من الشركات الصينية لتوسيع استثماراتها في السوق المصري.
كما أوضح أن الحكومة المصرية تعمل على تيسير بيئة الأعمال لتشجيع الاستثمارات الصينية، لافتًا إلى أن التنسيق الاقتصادي بين مصر والصين شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، بعد زيارات متتالية لعدد من الوزراء المصريين إلى بكين، أبرزهم وزراء الاستثمار والكهرباء والتخطيط.
افتتاح أول بنك صيني في مصر: تحول مهم في العلاقة المالية
ومن أبرز الملفات التي تم مناقشتها، افتتاح أول فرع لبنك صيني في مصر، وهو ما من شأنه تعزيز الروابط المالية بين البلدين. وفي هذا الصدد، كشف السفير عامر عن أن مصر تسعى لاستخدام اليوان الصيني في المعاملات المالية كأحد الخيارات لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهي خطوة ستساعد على تعزيز الشراكة المالية بين البلدين وتفتح المجال أمام تدفق المزيد من الاستثمارات الصينية في المستقبل.
التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية والدولية
على المستوى السياسي، أكد السفير مجدي عامر أن التعاون بين مصر والصين يمتد ليشمل التنسيق المستمر حول القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضايا الشائكة في منطقة الشرق الأوسط مثل قضية غزة.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي في أعقاب مشاركة رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء المصري في قمة مجموعة البريكس في البرازيل، وهو ما يعكس الزخم المتزايد في العلاقات الثنائية بعد تلك المشاركة.
التوجه نحو شراكات استراتيجية أكبر
واختتم السفير تصريحاته بالقول إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني إلى القاهرة تحمل أبعادًا استراتيجية متعددة، وتعد خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الثنائية في وقت يتسم بالتحديات العالمية.
وأوضح أن الزيارة ستمهد الطريق نحو شراكات أكبر بين مصر والصين، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ويزيد من التعاون في كافة المجالات، من الاقتصاد إلى السياسة.
في الختام، إن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني إلى القاهرة تمثل فرصة كبيرة لدفع عجلة التعاون بين البلدين إلى الأمام، وتؤكد التزام مصر بتعميق علاقاتها مع القوى الكبرى في الشرق، بما يساهم في تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.