رئيس جامعة الأزهر يُلقي محاضرة حول «البحث العلمي: أهميته ومنزلته في الإسلام»

ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، محاضرة علمية بعنوان: «البحث العلمي: أهميته ومنزلته في الإسلام»، في إطار فعاليات دورة «تنمية مهارات البحث العلمي» التي تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية، والموجهة للباحثين بـمجمع البحوث الإسلامية، في الفترة من (٦-١٠) يوليو.
البحث العلمي: أهميته ومنزلته في الإسلام
وقد استعرض خلال المحاضرة الرؤية الإسلامية الأصيلة للبحث العلمي؛ من حيث كونه فريضة شرعية، وأداة حضارية تسهم في نهضة الأمة، مبينًا كيف حثّ الإسلام على التأمل، والنظر، والتفكر، والسعي الدؤوب نحو اكتساب المعرفة.
وأشار إلى أن المسيرة العلمية الإسلامية قامت على قواعد راسخة من التدقيق، والتحقيق، والتوثيق، وأن تراث الأمة العلمي يُعد من أبرز الشواهد على مكانة البحث العلمي في البناء الحضاري الإسلامي.
وخلال المحاضرة، ثمّن رئيس الجامعة الجهود الكبيرة التي تبذلها أكاديمية الأزهر العالمية، مشيدًا بدورها الريادي في إعداد وتأهيل الكوادر العلمية والدعوية، قائلًا:
وقال إن مؤسسات الأزهر الشريف، وعلى رأسها الجامعة، تولي البحث العلمي عناية خاصة؛ انطلاقًا من رسالتها العالمية، داعيًا الباحثين إلى الالتزام بأعلى معايير الأمانة العلمية، والإبداع المنهجي، والتجديد المنضبط.
وقد شهدت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من المشاركين، الذين ثمّنوا حرص رئيس الجامعة على التواصل المباشر معهم، وتوجيهه لمجموعة من الرسائل التربوية والعلمية المهمة التي ترسّخ قيمة البحث في ضوء الهوية الإسلامية.
رئيس جامعة الأزهر يشارك في افتتاح مؤتمر مكافحة كراهية الإسلام بجامعة الدول العربية نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر
كان قد شاركالدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام الذي عقد في جامعة الدول العربية تحت شعار: "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية" بحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشئون الوافدين، والدكتور خالد عباس، عميد كلية اللغات والترجمة، والدكتورة أنوار عثمان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر.
ونقل رئيس جامعة الأزهر للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، وأشار إلى أن الإسلاموفوبيا تعني خوف البعض من الإسلام وكراهيته، وهو خوف على غير أساس؛ نتج عنه ممارسات بالتمييز والإقصاء، ويطوي وراءه أيضًا إدانةَ الإسلام وتاريخه، وإنكارَ وجودِ المعتدلين من المسلمين مع أنهم هم الأغلبية، والتعصبَ الأعمى ضد الإسلام والمسلمين؛ ونتج عنه أيضا التصدي للصراعات التي يكون المسلمون طرفا فيها على أنهم السبب في هذا الصراع، ونتج عنه أيضًا شن الحرب ضد المسلمين.
وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن بداية استخدام هذا المصطلح كان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين، ولكنه كثر وشاع بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا دمج المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها بحيث يكونون أفرادًا فيها ويشعرون أنهم مواطنون لهم ما لأهل البلاد التي يعيشون فيها وعليهم ما عليهم، وليسوا أقليات منبوذة، مشيرًا إلى أن هذا الدمج يخول لهم المشاركة في الحياة السياسية في الغرب، ويكون لهم دور مؤثر في تنمية مجتمعاتهم وينخرطون في الحياة العامة، وأن يصبح لهم وزن في الحياة.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا الدمج من شأنه أن يجعلهم قوة لهذه البلاد التي يأمنون فيها على أنفسهم وأولادهم وأموالهم، وأن يطرد عنهم الشعور بكثير من المعاني السلبية التي تبعث في نفوسهم الاضطهاد والكراهية وأنهم غير مرغوب فيهم في هذه البلاد، وهذا الدمج أصل أرسى دعائمه الإسلام ونزل به قرآن يتلى إلى يوم القيامة، قال الله جل وعلا: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة 8)، ذكرت الآية الكريمة أن من يعيش معكم أيها المؤمنون في أوطانكم أو في غيرها في أمن وسلام، ولم يقم بالاعتداء عليكم وقتالكم ولم يخرجكم من دياركم فعليكم العيش معهم في سلام وعليكم برّهم ومودتهم والتعامل معهم بالكرم والإحسان، وهذا أصل عظيم وضعه القرآن الكريم في تعامل المسلمين مع غيرهم ممن ليسوا على دينهم ولم يقوموا بالعدوان عليهم، ولا تجد أوسع من كلمة «البر» بما تنطوي عليه من جميع خصال الخير والإحسان والمودة والرحمة؛ وليس هذا دمجًا لهم في المجتمع فقط، بل يزيد على ذلك إحسان المعاملة وتبادل المشاعر النبيلة التي تبني جسور المودة فتذوبُ معها وتتلاشى هذه الكلماتُ البغيضة التي صارت مصطلحات ثابتة في اللغات العالمية؛ مثل: «التمييز العنصري» و«كراهية الآخر» و«الفوبيا» أو «الخوف والذعر من الآخر»، إلى آخر هذه العائلة البغيضة الكريهة من المصطلحات التي عشنا معها سنوات طويلة حتى ألفناها على الرغم من نكارتها وما فيها من إشعال نيران الكراهية التي توقد الحروب وتحرق أغصان السلام.