الصين تقود ثورة السيارات الكهربائية.. خبير يوضح مستقبل المركبات الصديقة للبيئة

أكد الخبير الاقتصادي جاد حريري أن الصين تمضي قدمًا نحو التحول الجذري من السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية، مدعومةً بسياسات حكومية طموحة وقدرات تصنيعية هائلة، مشيرا الي سوق السيارات الكهربائية في الصين  والذي شهد نموًا غير مسبوق رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي، حيث تتصدر الصين المشهد بفضل قدرتها التنافسية العالية وتوجهها نحو الابتكار التكنولوجي.

الصين تتفوق في صناعة السيارات الكهربائية 

وأوضح حريري في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " أن الصين أصبحت لاعبًا رئيسيًا في سوق السيارات الكهربائية، حيث تمثل هذه السيارات ما يقارب 50% من إجمالي مبيعات السيارات في الصين.

وأضاف: الصين تتفوق في هذا المجال بسبب ميزاتها التنافسية، مثل انخفاض تكاليف التصنيع مقارنةً بأوروبا والولايات المتحدة، مما يمكنها من تقديم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية، كما أن الدعم الحكومي والاستثمار في التكنولوجيا يجعلانها الرائدة عالميًا في هذا القطاع. 

وأشار إلى أن العوامل الدافعة لهذا النمو تشمل  الاهتمام بالبيئة و التوجه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية، بالاضافة الي  التطور التكنولوجيو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات القيادة الذاتية و  انخفاض التكاليف و إنتاج بطاريات أكثر كفاءة بأسعار أقل. 

حرب الأسعار  وتأثيرها على السوق العالمي 

عند سؤاله عن اشتداد المنافسة بين الشركات الصينية مثل BYD وNIO، أكد حريري أن "حرب الأسعار" تعزز مكاسب المستهلكين لكنها تشكل تحديًا للشركات الصغيرة التي تواجه صعوبة في المنافسة. 

وقال شركات مثلBYD تقدم سيارات كهربائية بتكلفة إنتاج تصل إلى 10 آلاف دولار وتبيعها بــ15 ألفًا، بينما تكلفة الإنتاج في أوروبا أعلى بكثير، مما يجعل السيارات الصينية خيارًا جذابًا للمستهلكين. 

لكنه حذر من أن التعريفات الجمركية التي تفرضها أوروبا والولايات المتحدة قد تؤثر على صادرات السيارات الصينية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية. 

مستقبل السيارات الهجينة.. هل ستنقرض؟ 

عند مقارنة السيارات الكهربائية بالهجينة، رأى حريري أن المستقبل سيكون للسيارات الكهربائية بالكامل، قائلًا:  السيارات الهجينة قد تتراجع لأن السيارات الكهربائية توفر كفاءة أعلى وتقنيات أكثر تطورًا، خاصة مع تزايد وعي المستهلكين بأهمية الحفاظ على البيئة. 

فيما يخص مخاوف البعض حول أمان السيارات الكهربائية، خاصةً مع تزايد حوادث القيادة الذاتية، أوضح حريري أن هذه المشكلات ليست حكرًا على السيارات الكهربائية، بل تشمل أيضًا السيارات التقليدية. 

وقال لا يوجد نظام آمن بنسبة 100%، لكن السيارات الكهربائية بشكل عام أقل عرضة للحوادث مقارنةً بالسيارات التقليدية، خاصة مع تطور أنظمة السلامة. 

تهديد أم منافسة للغرب؟

رفض حريري وصف النمو الصيني بـ"التهديد"، معتبرًا إياه "منافسة طبيعية"، مشيرًا إلى أن الشركات التي لا تتكيف مع هذا التحول التكنولوجي قد تختفي، كما حدث مع شركات هواتف مثل نوكيا وبلاك بيري 

وقال : العالم يتجه نحو التكنولوجيا، ومن لا يواكب هذا التوجه سيتخلف عن الركب،الصين تثبت أنها قادرة على قيادة هذا التحول، خاصة في مجال السيارات الكهربائية. 

تأثير النمو الصيني على السياسات العالمية 

أكد حريري أن النمو الصيني يؤثر على السياسات التجارية العالمية، حيث تفرض دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا تعريفات جمركية لحماية صناعاتها المحلية، لكن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار عالميًا. 

وتابع التعريفات الجمركية قد تبطئ توسع الصين، لكنها في النهاية ستؤثر على الاقتصاد العالمي، لأن الصين أصبحت شريكًا رئيسيًا في سلسلة التوريد العالمية. 

واختتم الخبير الاقتصادي حريري حديثه بالتأكيد على أن الصين ستظل الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية خلال العقود المقبلة، مدعومةً ببنية تحتية متطورة وقدرات تصنيعية ضخمة،مضيفًا  السيارات الكهربائية ليست مجرد موضة عابرة، بل هي مستقبل الصناعة، والصين تثبت يومًا بعد يوم أنها في الصدارة."