عاجل

في ذكرى وفاته .. عبد المنعم مدبولي رمز الكوميديا النظيفة

عبد المنعم مدبولي
عبد المنعم مدبولي

تحل اليوم، الأربعاء 9 يوليو، الذكرى التاسعة عشرة لوفاة الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، أحد أبرز رموز الكوميديا في مصر والعالم العربي، والذي وافته المنية عام 2006 عن عمر ناهز 85 عامًا، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، قدم خلالها إرثًا مسرحيًا وسينمائيًا وتلفزيونيًا خالدًا.

نشأة عبد المنعم مدبولي 

ولد الفنان عبد المنعم مدبولي في 28 ديسمبر 1921 بحي باب الشعرية بالقاهرة، وعانى منذ طفولته من اليُتم بعد وفاة والده، مما أثر في تكوين شخصيته الصلبة، وزرع فيه الإصرار على النجاح. ظهرت موهبته التمثيلية مبكرًا، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1949، ليبدأ رحلته مع الفن عبر فرق مسرحية شهيرة مثل فرقة جورج أبيض وفاطمة رشدي.

رائد مدرسة الكوميديا الراقية

أسس مدبولي عدة فرق مسرحية، أبرزها “المسرح الحر” عام 1952، ثم “المسرح الكوميدي”، وأخيرًا فرقته الخاصة “مدبوليزم”، والتي أصبحت عنوانًا للكوميديا الهادفة ذات الطابع الإنساني والاجتماعي. وتميّز بأسلوب خاص يمزج بين خفة الظل والدراما الوجدانية، ما جعله مؤسسًا لمدرسة كوميدية تتلمذ على يديه نجوم كبار مثل عادل إمام، وسعيد صالح، ومحمد صبحي.

أعمال الفنان عبد المنعم مدبولي 

قدّم الفنان عبد المنعم مدبولي على خشبة المسرح مجموعة من أشهر الأعمال مثل السكرتير الفني، حسبة برما، ريا وسكينة، والعيال كبرت، وأشرف على إخراج معظمها، إلى جانب أدواره كممثل.

في السينما، شارك عبد المنعم مدبولي في أكثر من 150 فيلمًا، تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، من أشهرها الحفيد، مولد يا دنيا، إحنا بتوع الأتوبيس، وأريد خلعًا. وفي التلفزيون، تألق في عدد من المسلسلات التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، مثل أبنائي الأعزاء شكرًا، وجدو عبده زارع أرضه، وغيرها من الأعمال التي حققت شهرة جماهيرية واسعة.

كما كانت له بصمات واضحة في الإذاعة من خلال برنامجه الشهير ساعة لقلبك، الذي قدم فيه شخصيات شعبية قريبة من الناس، بلغة بسيطة ومرحة.

رحيل صامت وتأبين فني واسع

توفي الفنان عبد المنعم مدبولي في مثل هذا اليوم من عام 2006، إثر أزمة قلبية مفاجئة، بعد صراع مع المرض، خاصة مشكلات في الكبد. ورحل قبل ساعات قليلة من موعد تكريمه في مهرجان المسرح المصري الأول، ما أضفى حزنًا كبيرًا على الوسط الفني والثقافي.

وقد نعاه كبار الفنانين، واعتبره كثيرون “ناظر مدرسة المشاغبين” و”شيخ الكوميديا”، نظرًا لتأثيره الكبير على أجيال متعاقبة من الفنانين والجمهور.

تكريم دائم وذكرى لا تُنسى

ورغم مرور 19 عامًا على رحيله، لا تزال أعماله تُعرض على الشاشات، ويُحتفى بها في المناسبات الفنية، كما يُدرس أسلوبه في معاهد التمثيل. وظلت شخصيته رمزًا للكوميديا النظيفة التي تحمل رسائل إنسانية، جعلت منه أحد أعمدة الفن المصري في القرن العشرين.

تم نسخ الرابط