عاجل

خيارات التعامل مع إيران.. هل يعيد ترامب سيناريو نيكسون مع الصين؟

ترامب
ترامب

رجحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب لديه خيارات أفضل في التعامل مع الملف الإيراني مما كان عليه الأمر في ولايته الأولى، مشيرةً إلى أن الظروف الآن مواتية للنهج الدبلوماسي مع طهران، على غرار ما فعله الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون مع الصين.

وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير لها أمس، إن ترامب أعاد فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية، ضمن ما عُرف بحملة "الضغوط القصوى"، على أمل أن يعقد مع إيران - تحت هذه الضغوط  - صفقة "أفضل". كما كان صاحب قرار اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثورى الإيراني في يناير 2020، والذي عرف خلال هذه الفترة بأنه أخطر رجل في العالم، وبأنه كان منفذ مخططات إيران في المنطقة, 

وعلى الرغم من ذلك النهج الصارم تجاه طهران، كرر ترامب دعواته بأنه لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران، بل إلى تحسين العلاقات معها.

فرص ضائعة

 

في ولايته الأولى، حاول ترامب مرارا التواصل مع طهران، بما في ذلك محاولات للقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في فرنسا عام 2019، ورئيس إيران آنذاك حسن روحاني في العام نفسه. ورغم أن ترامب أبدى اهتماما بتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، فإن العديد من العوامل حالت دون تحقيق تقدم في هذا الملف.

وكان ترامب محاطا بمستشارين متشددين، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، اللذين عارضا بشدة نهج دبلوماسية مع إيران. ففي عام 2014، اقترح بومبيو قصف المنشآت النووية الإيرانية، بينما دعا بولتون علنا إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني.

من ناحية أخرى، كانت إيران تتمتع بموقع جيوسياسي أكثر قوة في تلك الفترة، مما جعلها ترى عدم الحاجة للتفاوض مع الولايات المتحدة، حيث رفض المرشد الأعلى علي خامنئي عام 2019 أي محادثات مع واشنطن.

فرص جديدة

أما الآن، وبحسب المجلة الأمريكية، فلدى ترامب فرص جديدة إزاء المسألة الإيرانية، وذلك مع غياب مستشارين متشددين مثل بولتون وبومبيو، حيث شكل ترامب فريقا جديدًا يتماشى مع رؤيته. 

وضمت ترشيحات الرئيس المنتخب كل من السيناتور ماركو روبيو وزيرا للخارجية، والنائب مايك والتز مستشارا للأمن القومي. وعلى الرغم من سمعتهما كمحافظين متشددين، إلى أن الرجلين أبديا استعدادا لدعم أجندة الملياردير الجمهوري.

انتكاسات حلفاء إيران 

 

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنه لم تعد إيران تتمتع بحرية الحركة التي كانت لديها في فترة ترامب الأولى. فحلفاؤها غير الدوليين، مثل حزب الله، تعرضوا لانتكاسات شديدة، وأصبحت سياساتها الأمنية في أزمة. داخليًا، تعاني إيران من ضغوط اقتصادية خانقة، مع تراجع كبير في قيمة عملتها، من ثم باتت فى حاجة ماسة للاستثمارات في البنية التحتية وقطاع الطاقة.

وخلصت المجلة بالقول إن إيران قد تكون مستعدة لعقد صفقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتخفيف العقوبات. وتشير الأدلة إلى أن المسئولين الإيرانيين بدأوا بالفعل في التواصل مع إدارة ترامب الجديدة. ففي أغسطس الماضي، التقى بعض المسئولين الإيرانيين مع إيلون ماسك، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع ترامب.

تم نسخ الرابط