عالم بالأوقاف يكشف أهمية مفهوم الأخلاق في الشريعة الإسلامية.. (فيديو)

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الأخلاق تمثل الركيزة الأساسية في الرسالة الإسلامية، فهي ليست مجرد سلوك اجتماعي، بل جوهر الدين وأساس التقوى، وهي المفتاح الأقرب لدخول الجنة.
واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، موضحًا أن هذه الكلمات تجسد رسالة الإسلام القائمة على الفضيلة والرحمة والعدل.
الأخلاق في الإسلام
وخلال حديثه في برنامج الأثر، المذاع على قناة الناس، شدد الجندي على أن حسن الخلق لا يقتصر على التعاملات اليومية، بل هو معيار التقوى، وطريق لنيل رضا الله ورفعة الدرجات في الآخرة. واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً"، مما يؤكد أن الأخلاق الحسنة ترفع مكانة الإنسان في الدنيا والآخرة، وتعزز العلاقات الإنسانية القائمة على المحبة والاحترام.
وأوضح أن الأخلاق ليست مجرد تصرفات ظاهرية، وإنما هي انعكاس لعقيدة راسخة تنبع من القلب، مشيرًا إلى أن المسلم مطالب بالتحلي بحسن الخلق في كل تفاصيل حياته، سواء في المعاملات اليومية، أو في مواجهة الصعوبات، أو حتى في أوقات الغضب والتحديات.
النموذج الأسمى للأخلاق
وأشار الدكتور أسامة فخري الجندي إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان النموذج الأكمل في الأخلاق، حيث جمع في شخصيته الفضائل التي تميز بها الأنبياء السابقون، مستدلًا بقوله تعالى: "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"، مما يدل على أن كل نبي من أنبياء الله كان يتحلى بصفة أخلاقية متميزة، إلا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم اجتمع فيه كمال الأخلاق كلها.
وأكد أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان مثالًا للصبر والتسامح والعفو والكرم، حيث وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم"، مشيرًا إلى أن هذه الآية تعكس عظمة أخلاقه وسلوكه، ودعوته الدائمة إلى الرحمة والتواضع والإحسان.
تأثير الأخلاق في المجتمع
وتناول الجندي أثر الأخلاق في بناء المجتمعات، موضحًا أن التحلي بالأخلاق الطيبة يفتح أبواب الرحمة والمودة بين الناس، ويقضي على العداوة والكراهية. وأشار إلى أن أبسط التصرفات، كابتسامة صادقة، قد تكون سببًا في تهدئة النفوس، والصبر على الأذى قد يؤدي إلى رفع الدرجات، والكلمة الطيبة قد تكون مفتاحًا لبناء جسور التفاهم والتقارب بين الأفراد.
كما لفت إلى أن الأخلاق الإسلامية لا تقتصر على العلاقات الشخصية، بل تمتد إلى التعاملات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشددًا على أن المجتمعات التي تتحلى بالأخلاق الرفيعة تعيش في استقرار وسلام، بينما يؤدي غياب الأخلاق إلى الفوضى والانحلال.

التمسك بحسن الخلق
وفي ختام حديثه، وجه الدكتور أسامة فخري الجندي دعوة للجميع للتمسك بحسن الخلق، والتحلي بالصبر والحلم والعفو، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن الأخلاق ليست خيارًا، بل هي ضرورة إنسانية ودينية، وأن بناء مجتمع متماسك يقوم على القيم الأخلاقية هو السبيل لنهضة الأمة واستقرارها.