لبس زيّه بالشارع وانطلق فوراً.. قصة ضابط مطافي بطوليّة في حريق رمسيس

في موقف بطولي يعكس روح التفاني والتضحية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر ضابطًا من رجال الحماية المدنية قرر العودة إلى العمل فور سماعه بخبر اندلاع حريق مركز الاتصالات بسنترال رمسيس، رغم كونه في إجازته الرسمية.
وأظهر الفيديو الضابط وهو يلبس معداته في الشارع بسرعة، وينضم إلى زملائه في محاولة السيطرة على الحريق والحد من الأضرار، وسط ظروف صعبة تعرض خلالها عدد من رجال الحماية المدنية للاختناق، واستشهد بعضهم أثناء تأدية واجبهم الوطني.
وأشاد النشطاء بهذا التصرف الذي يعكس التزام وتفاني رجال الإطفاء في حماية أرواح وممتلكات المواطنين، مؤكدين أن مثل هذه المواقف تعبر عن روح المسؤولية العالية والغيرة الوطنية التي يتحلى بها أبطال الحماية المدنية.
يذكر أن حريق سنترال رمسيس تسبب في أضرار كبيرة وأدى إلى تعطيل خدمات الاتصالات في مناطق عدة، فيما استمرت فرق الدفاع المدني في العمل لساعات طويلة للسيطرة على الحريق وضمان سلامة المواطنين.
رسالة شكر من سعد الصغير
وفي نفس السياق، وجه الفنان سعد الصغير رسالة تقدير وشكر لكل العاملين في منظومة المطافي المصرية، مثنيًا على جهودهم الكبيرة وتضحياتهم في مواجهة حريق سنترال رمسيس الأخير. ووصف سعد الصغير رجال المطافي بالأبطال الذين يستحقون التكريم والتقدير لما قدموه من عمل شاق ومتواصل.
وقال سعد الصغير في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع "إنستجرام": "في أبطال مينفعش أبدًا يبقوا مجهولين، أبطال أعظم من ناس كثيرة. رجالة المطافي المصرية الذين ظلوا يعملون لأكثر من 13 ساعة متواصلة لإطفاء حريق سنترال رمسيس، ربنا يحميهم. أنتم فخر لأولادكم وأهلكم ولينا كمان، وأتمنى أن يكون لكم تكريم خاص".
وأضاف: "الفيديو الذي نشرته كان كاستراحة محارب بعد عمل شاق ومرهق، وهذا المنشور هو رسالة لنعبر لكم عن تقديرنا واعتزازنا بكم، فنحن لن ننسى تضحياتكم".
وختم سعد الصغير بالدعاء لهم، قائلاً: "الأبطال مثل هؤلاء يجب أن يحصلوا على رواتب أعلى تقديرًا لتعبهم وجهودهم، وأسأل الله أن يرحم المتوفين في هذا الحادث ويبعد عن بلادنا كل شر".
تعكس رسالة سعد الصغير حالة من التضامن والامتنان الشعبي تجاه جهود رجال المطافي، الذين يعملون في ظروف صعبة لخدمة الوطن وحماية المواطنين، ما يجعلهم رمزًا للشجاعة والتفاني في العمل.
كيفية تجنب تكرار الأزمة؟
كشف الدكتور محمد مغربي، استشاري أمن البيانات والذكاء الاصطناعي، عن طرق تجنت تكرار أزمة بحجم حريق سنترال رمسيس، والتي أدت إلى حدوث شلل في الدولة، بسبب توقف خدمات الإنترنت والاتصالات والبنوك.
وقال الدكتور محمد مغربي في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم": "هناك العديد من الأمور التي يجب إتباعها حتى نمنع تكرار أزمة بحجم حادث حريق سنترال رمسيس، مفيش نظام مضمون 100%، لكن فيه بنية هندسية تقدر تقلل أثر أي أزمة، وتمنع تكرارها".
ولفت إلى أن الدول تسير في الاتجاه الصحيح، والخطوات التي حدثت بالفعل في شبكات الفايبر ومراكز البيانات هي حجر الأساس، مضيفًا: "تم عمل توسعة شبكة Fiber Optic Cables وربط آلاف المدارس والقرى والمدن الجديدة بالبنية الحديثة وتطوير السنترالات القديمة إلى Fully Digital Exchanges".
وأشار "مغربي"، إلى أن ما حدث ليس فقط مجرد "حريق في مبنى"، لكن انقطاع لخدمة قومية أثبتت إننا محتاجين نعيد التفكير في بنية الاتصالات الحرجة (Critical Telecom Infrastructure) في مصر.
واستعرض استشاري أمن البيانات والذكاء الاصطناعي، كيفية تجنب تكرار مثل هذه الحوادث، في التالي:
أولًا: الفصل بين وظائف "السنترالات" و"مراكز البيانات" Functional Segregation
الخطأ الأساسي إن السنترال بيقوم بأكتر من دور في نفس الوقت:
"توجيه مكالمات أرضية / Internet Aggregation Routers / ربط شركات المحمول / مركز بيانات (Data Center) ضخم /غرفة ربط دولي (International Gateway أو Transit Hub)"
الحل:لازم يتم فصل الأدوار دي في مواقع مختلفة جغرافيًا (Geographic Segregation)، بحيث
لو حصل خلل في مكان، ما يضربش كل المنظومة.
ثانيًا: توزيع الأحمال والشبكات (Network Redundancy)
شبكة الاتصالات لازم تشتغل بمفهوم Distributed Architecture مش "مركزية التحميل".
لازم يكون في Data Centers و Core Routers و Interconnect Hubs في 4 أو 5 مدن على الأقل (القاهرة – الإسكندرية – الدلتا – الصعيد – القناة)
وكل نقطة منهم تقدر تحل محل التانية أو "تشتغل أوتوماتيك في حال الطوارئ".
يعني ببساطة:
لو سنترال رمسيس وقع، سنترال المنصورة أو 6 أكتوبر ياخد مكانه فورًا عن طريق الـ failover routing.
ثالثًا: تحديث البنية التحتية بمعايير Tier-III أو Tier-IV
مراكز البيانات والسنترالات الكبرى لازم تلتزم بمعايير Uptime Institute:
نظام إطفاء حريق أوتوماتيك (FM-200 أو Inert Gas Systems).
مصادر طاقة احتياطية مزدوجة (UPS وGenerator + Power Grid).
نظام تبريد N+1 أو N+2 علشان أي وحدة تعطل، غيرها يشتغل فورًا.
توزيع الكابلات في غرف منفصلة ومعزولة ضد الحرارة والرطوبة.
رابعًا: استخدام الذكاء الاصطناعي في التوقع المبكر
لازم يتثبت في السنترالات الكبيرة أنظمة AI-based Predictive Maintenance.
بتراقب درجات حرارة الخوادم، استهلاك الكهرباء، نسبة الرطوبة، ضغط المراوح، وتشغّل إنذار مبكر لو أي قيمة خرجت عن المعدلات الطبيعية.
دي نفس التقنية اللي بتستخدمها أمازون ومايكروسوفت في مراكز البيانات بتاعتهم.