خبيرة طاقة تحذر من «الطاقة المحبوسة»: مشاعر الطفولة المكبوتة تتحول إلى انفجار

أكدت سونيا الحبال، خبيرة الطاقة، أن ما يعرف بـ"الطاقة المحبوسة" هو شكل من أشكال الألم النفسي الداخلي الذي لا يُعبر عنه بشكل صحي، ويبدأ غالبًا منذ مرحلة الطفولة المبكرة.
وخلال لقائها مع الإعلامية آية شعيب في برنامج "أنا وهو وهي" على قناة صدى البلد، أوضحت الحبال أن التربية التقليدية التي تمنع الطفل من التعبير عن مشاعره في إشارة إلى الطاقة المحبوسة تمثل عاملًا أساسيًا في نشوء هذه الحالة.
وأشارت خبيرة الطاقة إلى أن تكرار عبارات مثل "ما تعيطيش" أو "الراجل ما يعيطش" أو "عدّي وخلاص"، يغرس في الطفل رسالة خاطئة مفادها أن التعبير عن الحزن أو الألم مرفوض أو ضعف “الطاقة المحبوسة”، مما يؤدي إلى كبت المشاعر وتراكمها داخليًا دون تصريف صحي.
الانفعالات المبالغ فيها
أوضحت خبيرة الطاقة أن من أبرز مظاهر الطاقة المحبوسة ظهور انفعالات زائدة عن الحد الطبيعي في مواقف حياتية بسيطة، مثل الانفجار في الشجار أو الصراخ في مواقف لا تستحق ذلك.
وأكدت خبيرة الطاقة أن هذا السلوك لا ينبع من الموقف نفسه، بل هو تعبير غير واعٍ عن مشاعر قديمة مكبوتة لم يُسمح لها بالخروج في وقتها المناسب.=
وأضافت خبيرة الطاقة أن هذا النمط من السلوك يعد نتاجًا مباشرًا للتربية القمعية التي تحرّم على الطفل التعبير عن الحزن أو الغضب، ما يحوّل المشاعر إلى الطاقة المحبوسة متراكمة تظهر لاحقًا في صورة ردود فعل غير متزنة أو حتى سلوك عدواني.
نساء مكبوتات وأطفال ضحايا
كشفت خبيرة الطاقة أن كثيرًا من النساء يعشن في علاقات زوجية تحتم عليهن كبت مشاعر الحزن أو الإحباط أو القهر، خوفًا من رد الفعل أو رغبة في الحفاظ على الاستقرار الأسري، مما يؤدي إلى تراكم مشاعر الألم داخلهن.
وأشارت خبيرة الطاقة إلى أن النساء غالبًا ما يفرغن هذه الطاقة السلبية المكبوتة في أطفالهن دون وعي، من خلال الصراخ أو التوبيخ المفرط أو الانفعال المفاجئ، مما ينقل دوامة الألم النفسي إلى الجيل التالي.
دائرة الألم النفسي وكيفية كسرها
أوضحت خبيرة الطاقة أن هذه الحالات تخلق حلقة مغلقة من الألم الداخلي يصعب الخروج منها دون إدراك أو وعي. وتبدأ هذه الدائرة من كبت المشاعر، ثم التراكم، ثم الانفجار، ثم الشعور بالذنب، فالكبت من جديد، وهكذا تستمر الدوامة.
وشددت خبيرة الطاقة على ضرورة كسر هذه الحلقة من خلال التوعية النفسية، وإتاحة الفرصة للأطفال والبالغين للتعبير عن مشاعرهم بحرية وأمان دون حكم أو سخرية.

العلاج يبدأ بالوعي والتصالح
اختتمت سونيا الحبال حديثها بالتأكيد على أن علاج الطاقة المحبوسة يبدأ من الوعي الذاتي والتصالح مع المشاعر، مشيرة إلى أهمية تعلم طرق التنفيس الصحي عن الغضب والحزن، سواء من خلال الحديث أو التفريغ الفني أو حتى جلسات الطاقة والعلاج النفسي.
ودعت خبيرة الطاقة الأسر إلى تبني نهج تربوي يسمح للأطفال بأن يكونوا صادقين مع مشاعرهم، حتى لا يتحول الألم الصامت إلى قنابل نفسية مؤجلة في المستقبل.