عاجل

إهمال المزارات التاريخية يهدد «الست الوالدة».. انهيار سقف ضريح مملوكي بدمياط

ضريح الست الوالدة
ضريح الست الوالدة

اشتكى عدد من أهالي مدينة دمياط من انهيار جزء كبير من سقف ضريح "الست الوالدة" أو "الست بنينة المخزومية"، أحد أبرز المزارات الدينية والتاريخية بالمدينة، ما أثار حالة من القلق والغضب بين السكان ومحبي التراث الذين عبروا عن استيائهم من الإهمال المستمر الذي طال الموقع دون تدخل جاد من الجهات المسؤولة.

الضريح، الذي يعود تاريخه إلى العصر المملوكي، يعد رمزًا روحيًا هامًا في دمياط، لا سيما بين النساء اللاتي تحرصن على إحياء ذكرى مولدها سنويًا في ليلة السابع والعشرين من رمضان بالدعاء والذكر وإشعال الشموع. 

ويشير كبار السن إلى أن الضريح كان في السابق مركزًا للتصوف والتعليم الديني، قبل أن يتحول تدريجيًا إلى مبنى متهالك تتخلله التشققات والكسور التي تهدد سلامته.

إغلاق فوري

وقد أدى سقوط جزء من سقف الضريح إلى إغلاقه فورًا حفاظًا على سلامة الزائرين، رغم استمرار بعض الأهالي في زيارته رغم الحالة المتهالكة. ويعبر السكان عن استيائهم الشديد من تكرار الوعود الفارغة بترميم الضريح، مؤكدين أنهم تواصلوا مرارًا مع وزارة الآثار دون أن تثمر جهودهم عن حلول فعلية، مشيرين إلى أسباب عدم التدخل كعدم إدراج الضريح رسميًا ضمن المواقع التراثية أو ضيق الميزانية.

وتسلط هذه الواقعة الضوء مجددًا على الإهمال المزمن الذي تعاني منه المزارات الدينية والتاريخية في دمياط، حيث يوجد العديد من الأضرحة والمواقع التي تفتقر للصيانة الدورية والخطط التنظيمية للترميم، ما يهدد بفقدان الهوية الثقافية والدينية للمدينة.

حقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين

وطالب عدد من القيادات الشعبية والجمعيات الأهلية بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين عن الإهمال، مع ضرورة إدراج الضريح ضمن خطة وزارة السياحة والآثار للحفاظ على المواقع التراثية، مؤكدين أن الحفاظ على التراث لا يقل أهمية عن أي منشأة خدمية أو تنموية.

واقترح الأهالي تشكيل لجنة فنية عاجلة تضم مختصين في ترميم المباني الأثرية لتقييم حجم الأضرار، مع تخصيص ميزانية عاجلة لإعادة تأهيل الضريح، بالإضافة إلى تشكيل لجنة متابعة شعبية لضمان جودة التنفيذ والحفاظ على الطابع المعماري والتاريخي للموقع.

ويصف الأهالي سقوط سقف الضريح بأنه "جرس إنذار مدوٍ" بشأن التهديد الذي يواجه التراث الروحي والتاريخي في دمياط، مؤكدين أن الضريح ليس مجرد مبنى، بل هو شاهد على تاريخ المدينة ووجدان أهلها.

واختتم أبناء المنطقة مناشدتهم للمسؤولين بسرعة التدخل: "الضريح مش مجرد مبنى، ده روح من أرواحنا.. ومش هنسمح إنه يندثر بسبب الإهمال".

تم نسخ الرابط