عاجل

مفتي الديار المصرية: لا تفاضل بين البشر إلا بالتقوى والعمل الصالح |فيديو|

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الإسلام وضع أسسًا واضحة للمساواة بين البشر، حيث أكد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف أنه "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى والعمل الصالح"، موضحًا أن جميع البشر خُلقوا من أصل واحد، وهو آدم عليه السلام، الذي خُلق من تراب.

جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي"، المذاع عبر قناة "صدى البلد"، حيث تناول المفتي مفهوم التفاضل بين الناس وفق المنظور الإسلامي، وأهمية التقوى كأساس للتقييم الإلهي، ودور التعارف بين البشر في تحقيق التعايش والتكامل المجتمعي.

التفاضل بين البشر 

وخلال حديثه، شدد مفتي الديار المصرية على أن التفاضل بين البشر ليس مبنيًا على العرق أو اللون أو الجنس، وإنما مرده إلى الله وحده، ويتحقق من خلال التقوى، موضحًا أن التقوى محلها القلب، وهي سر من أسرار العبد مع ربه، ولا يحق لأي إنسان أن يحكم على غيره بناءً عليها.

وقال: "الله وحده هو من يطلع على القلوب، وهو الأعلم بمن يتقيه حق تقاته، فالتقوى ليست مجرد مظاهر خارجية، وإنما جوهر داخلي يعكس علاقة الإنسان بربه، ومدى التزامه بأوامره واجتناب نواهيه".

وأضاف نظير عياد أن الإسلام رفض تمامًا أي شكل من أشكال العنصرية أو التمييز بين البشر، وجعل معيار التفاضل الوحيد بينهم هو العمل الصالح والإخلاص لله، مستشهدًا بقول الله تعالى في القرآن الكريم:" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات: 13).

التعارف بين البشر 

وأشار الدكتور مفتي الجمهورية إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من ذكر وأنثى، وجعل الاختلاف بينهم سببًا للتعارف والتكامل وليس للصراع أو الفرقة، مؤكدًا أن التعارف بين الناس يُسهم في تحقيق العمران والتقدم وبناء الحضارات.

وقال:" التعارف بين البشر ليس مجرد تواصل اجتماعي، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق الاكتمال الإنساني، فمن خلاله تتلاقح الثقافات، وتتبادل الأفكار، وتتحقق الوحدة رغم التنوع، في ظل احترام القيم الإنسانية المشتركة".

وأضاف أن الإسلام حث على حسن التعامل مع الآخرين، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الدينية أو الثقافية، مشيرًا إلى أن هذه القيم هي التي ساهمت في بناء الحضارة الإسلامية العظيمة، التي احتضنت شعوبًا وثقافات مختلفة، وعززت مبدأ العدل والمساواة بين الجميع.

الإسلام مهد لفكر إنساني 

وأكد نظير عياد أن التعاليم الإسلامية كانت الأساس الذي مهد للمفكرين والعلماء وضع نظريات فلسفية وإنسانية تحترم الإنسان لكونه إنسانًا، وليس بناءً على أي اعتبارات أخرى.

وأوضح أن الإسلام سبق كل المواثيق الدولية الحديثة في وضع قواعد تحقق العدل والمساواة، وتعزز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، مشددًا على أن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى العودة لهذه المبادئ النبيلة، لمواجهة التحديات والصراعات التي تهدد استقراره.

وختم حديثه قائلًا:" الإسلام لم يكن يومًا دين تفرقة أو تمييز، بل هو دين رحمة وعدل، يكرم الإنسان، ويدعو إلى نبذ التعصب والعنصرية، ويؤكد أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في تقواه وأخلاقه وسلوكه الحسن".

تم نسخ الرابط