عاجل

مفتي الجمهورية: الحروب والصراعات تدمر الإنسانية والمواطنة |فيديو|

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن العالم يشهد في الآونة الأخيرة حروبًا مدمرة وصراعات أنهكت البشرية، وقضت على الأخضر واليابس، دون أن تراعي الروابط الإنسانية التي تجمع البشر، رغم أنهم جميعًا يعودون إلى أصل واحد، وهو آدم عليه السلام.

جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي"، المذاع على قناة "صدى البلد"، حيث تناول الحديث أهمية المواطنة، والقيم الإنسانية المشتركة بين الأديان السماوية، وحقوق الأفراد داخل المجتمعات المختلفة.

المواطنة أشمل من الجوار في الإسلام

وخلال اللقاء، أوضح مفتي الديار المصرية أن مفهوم المواطنة يحمل معاني أوسع وأعمق من مفهوم الجوار في الإسلام، حيث قال:" المواطنة لا تقتصر فقط على حقوق الجوار، بل تشمل مبادئ أعمق تتعلق بالانتماء للوطن، والمشاركة في بناء المجتمع، والالتزام بقيمه وقوانينه".

وأشار إلى أن الجار في الإسلام له ثلاثة حقوق، فإذا كان مسلمًا وقريبًا، فله حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار، أما إذا كان مسلمًا فقط، فله حق الإسلام والجوار، وإذا كان غير مسلم، فله حق الجوار فقط. ومع ذلك، فإن المواطنة تشمل جميع أبناء الوطن بغض النظر عن دياناتهم، إذ تقوم على مبادئ العدل والمساواة، وتحقيق الصالح العام.

الأديان السماوية 

وتحدث الدكتور نظير عياد عن القيم والمبادئ المشتركة بين الأديان السماوية، مشيرًا إلى أنها تحمل مجموعة من الأخلاقيات والسلوكيات التي يجب أن تكون قاعدة أساسية في تعاملات البشر مع بعضهم البعض، مثل العدل، والرحمة، والتسامح، واحترام الآخر.

وأضاف أن الاختلاف بين الأديان لم يكن يومًا سببًا للفرقة والصراعات، بل على العكس، فإن القيم الدينية تدعو إلى السلام والتعايش المشترك، وتعزز مبادئ الاحترام والتعاون بين الناس، لافتًا إلى أن غياب هذه القيم هو السبب الرئيسي وراء الأزمات والصراعات التي يشهدها العالم اليوم.

وثيقة المدينة

وفي سياق حديثه عن التسامح والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين، استشهد مفتي الديار المصرية بما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة المنورة، حيث وضع "وثيقة المدينة"، التي تعتبر أول دستور للتعايش بين المسلمين وغير المسلمين في التاريخ.

وأوضح أن هذه الوثيقة كانت سابقة لكل المواثيق الحديثة، حيث تضمنت مجموعة من الحقوق والمبادئ التي تضمن العيش المشترك بين مختلف الفئات، وأرست قواعد التعامل بين المسلمين وأهل الكتاب، مما جعل المدينة نموذجًا يحتذى به في تحقيق الاستقرار والعدالة.

قيم التسامح والتعايش

وشدد الدكتور نظير عياد على ضرورة إحياء القيم الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى التسامح والتعايش، وتعزيز روح المواطنة الحقيقية، بعيدًا عن التعصب والصراعات التي تؤدي إلى الفرقة والدمار.

وأكد أن مواجهة التحديات التي يشهدها العالم اليوم تتطلب تكاتف الجميع، والعمل على بناء مجتمعات قائمة على العدل والمساواة، من خلال احترام التنوع الديني والثقافي، وترسيخ مفهوم المواطنة كأساس قوي لتحقيق الاستقرار والتنمية.

تم نسخ الرابط