حريق سنترال رمسيس| رسالة وداع تركها أحمد الدرس أحد الضحايا قبل رحيله

"كُلنا إلى الله راجعون.. اللهم إذا اقترب الرحيل اغفر لنا وارحمنا، وارزقنا حسن الخاتمة"، كلمات كتبها الشاب أحمد الدرس عبر حسابه على "فيسبوك"، لم يكن يعلم أنها ستكون آخر ما يتركه في هذه الدنيا قبل أن يفارق الحياة في فاجعة حريق سنترال رمسيس.
رسالة وداع تركها أحمد الدرس أحد الضحايا قبل رحيله
ثبت أحمد هذا المنشور في أعلى صفحته، وكأن قلبه كان يشعر بقرب الرحيل، تضمن دعاءً خاشعًا، واستسلامًا لله، واستعدادًا لا يعرف وقته إلا الخالق. لم يكن مجرد منشور عابر، بل تحوّل بعد وفاته إلى وصية روح ودّعت الحياة بكلمات صدق، وسكينة مؤمن.

أحمد كان من بين ضحايا الحريق الذي اندلع في مبنى سنترال رمسيس، وأسفر عن مصرع أربعة أشخاص وإصابة العشرات.
وعلى الرغم من حجم المأساة، فإن منشوره الأخير ألقى بظلال من الصمت المؤلم على صفحات التواصل، حيث تحوّلت كلماته إلى مرثية جماعية، شارك فيها المئات بالدعاء، والتأثر، والبكاء.
حريق سنترال رمسيس
تواصل الأجهزة الأمنية بالقاهرة جهودها لكشف ملابسات الحريق الهائل الذي اندلع داخل مبنى سنترال رمسيس، والذي أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات متعددة، بالإضافة إلى خسائر مادية جسيمة طالت البنية التحتية للمبنى.
ووفقًا لما أسفرت عنه التحريات الأولية التي أجراها رجال مباحث القاهرة، فقد بلغت الخسائر البشرية نتيجة الحريق حتى الآن 4 حالات وفاة، بالإضافة إلى إصابة 39 شخصًا، من بينهم عدد من رجال الشرطة الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ.
وتم نقل 25 من المصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة لتلقي الرعاية الطبية، فيما تعاملت سيارات الإسعاف في موقع الحادث مع حالات أخرى تعرضت لاختناقات جراء استنشاق الأدخنة الكثيفة.
وبحسب ما كشفته التحريات، فإن الحريق اندلع داخل المبنى المكون من 11 طابقًا، وامتدت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة لتلتهم الطوابق من الخامس حتى التاسع، وهي الطوابق التي تحتوي على أغلب الأسلاك والتوصيلات الكهربائية داخل المبنى، ما تسبب في تفاقم الحريق واستمراره لفترة طويلة قبل السيطرة عليه.
وأكدت مصادر أمنية أن الحريق كان عنيفًا، وشهدت المنطقة المحيطة حالة من الذعر بين الأهالي والمارة، ما استدعى الدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء والإسعاف، إضافة إلى تعزيزات أمنية مكثفة لفرض كردون أمني حول الموقع ومنع اقتراب المواطنين، حفاظًا على سلامتهم.