عاجل

توسّع بطيء وتوازنات معقّدة.. من سينضم للاتفاقات الإبراهيمية؟

الاتفاقات الإبراهيمية
الاتفاقات الإبراهيمية

الاتفاقات الإبراهيمية هي سلسلة من اتفاقيات التطبيع السياسي والدبلوماسي معدة لتكون بين إسرائيل وعدد من الدول العربية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت عام 2020.

أضرار التاريخ والسياسة في “الاتفاقات الإبراهيمية” – مجلة الفلق الإلكترونية

الاتفاقات الإبراهيمية هي تفاهمات رسمية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، وتشمل التالي:-

إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والصحة والسياحة والتعليم والطاقة.

فتح سفارات وتسيير رحلات جوية مباشرة.

توقيع اتفاقيات تجارية وأمنية.

سبب التسمية 

سميت بهذا الاسم للإشارة إلى "إبراهيم" – عليه السلام، الذي يُعتبر شخصية مركزية في الديانات الثلاث الكبرى (الإسلام، المسيحية، اليهودية)، في محاولة لإضفاء طابع ديني ثقافي يوحي بالتعايش والسلام بين الشعوب الإبراهيمية.

 توقيع الاتفاقات الإبراهيمية

منذ توقيع الاتفاقات الإبراهيمية في عام 2020، والتي بدأت بتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين، ثم انضمام السودان والمغرب لاحقًا، تتزايد التكهنات بشأن دول عربية وإسلامية مرشحة للانضمام إلى هذا المسار. 

وتأتي هذه التحركات في ظل ضغوط أمريكية، وتحولات إقليمية، وتقاطع مصالح بين الدول المعنية.

في هذا التقرير نرصد الدول التي أصبحت على مقربة من الالتحاق بهذه الاتفاقات، إلى جانب موقف السعودية وسوريا من التطبيع مع إسرائيل.

الدول الأقرب للانضمام:

 المملكة العربية السعودية 

رغم عدم توقيع المملكة على الاتفاقات الإبراهيمية حتى الآن، فإن السعودية تبقى اللاعب الأكثر تأثيرًا في ملف التطبيع، حيث المفاوضات بين الرياض وواشنطن وتل أبيب قطعت شوطًا مهمًا خلال عامي 2023 و2024، وبلغت ذروتها في خريف 2023 حين اقترب الأطراف من إعلان صفقة شاملة تشمل، تطبيع العلاقات مع إسرائيل، اتفاق دفاعي أمريكي سعودي، برنامج نووي مدني سعودي

لكن حرب غزة في أكتوبر 2023 وما تلاها من تصعيد عسكري إسرائيلي ضد القطاع، دفعت الرياض إلى التراجع التكتيكي.

 ومنذ ذلك الحين، أعلنت المملكة مرارًا أن لا تطبيع دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وهو الموقف الذي عاد ليشكل الأساس في خطابها السياسي.

مع ذلك، لا تزال الدوائر الدبلوماسية الغربية والإسرائيلية تراهن على أن السعودية قد تعود لمسار التطبيع في حال انتهاء الحرب وتقديم تنازلات إسرائيلية جوهرية.

رغم انضمام عدة دول عربية إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" التي رعتها الولايات المتحدة في 2020، لا تزال المملكة العربية السعودية تحتفظ بموقف حذر ومتريث تجاه التطبيع الرسمي مع إسرائيل، مع التأكيد المتكرر على ثوابت المبادرة العربية للسلام.

وتقضي الاتفاقات، التي بدأت بتوقيع الإمارات والبحرين ثم لاحقًا السودان والمغرب، بإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية مع إسرائيل، في مقابل وعود أمريكية بدعم سياسي واقتصادي وعسكري.

إلا أن الرياض لم تكن طرفًا مباشرًا في هذه الاتفاقات، رغم ما يُقال عن دورها غير المعلن في تسهيل بعضها، خاصة في ما يتعلق بالموقف الخليجي الجماعي.

وخلال الأشهر الماضية، برزت مؤشرات على انفتاح سعودي مشروط تجاه إمكانية التطبيع، إذ جرت محادثات بوساطة أمريكية لبحث صفقة تطبيع شاملة تشمل ضمانات أمنية أمريكية واتفاقًا بشأن البرنامج النووي المدني السعودي، بالإضافة إلى خطوات ملموسة تجاه القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكثر من مرة بأن المملكة لن تمضي في إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل قبل التوصل إلى "حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية"، وهو ما يُعد تمسكًا سعوديًا بإطار "المبادرة العربية" التي أطلقتها الرياض عام 2002.

وعلى أرض الواقع، تجري تحركات هادئة لتعزيز الانفتاح غير المباشر، مثل المشاركة في المؤتمرات الدولية واللقاءات متعددة الأطراف التي تحضرها إسرائيل، كما وردت تقارير عن اتصالات أمنية وتجارية غير معلنة.

ومع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية مؤخرًا، وتجدد الحديث عن صفقة سلام شاملة في الشرق الأوسط، عادت التوقعات مجددًا حول إمكانية لحاق السعودية بركب الاتفاقات، وإن بقيت رهينة التطورات الإقليمية، خصوصًا في الملف الفلسطيني ومسار الحرب في غزة.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن السعودية ستضم قريبا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، مشيراً إلى أنها "ستفعل ذلك في الوقت المناسب لها".

 موريتانيا

موريتانيا كانت قد أقامت علاقات مع إسرائيل سابقًا في تسعينيات القرن الماضي، لكنها جمدت هذه العلاقات في 2009 بعد حرب غزة.

 وفي الآونة الأخيرة، أشارت تقارير دبلوماسية إلى أن نواكشوط قد تعيد النظر في موقفها، خاصة بعد تحسن علاقاتها مع الإمارات والسعودية، وربط ذلك بالحصول على دعم مالي واستثمارات.

 عُمان

تحتفظ سلطنة عُمان بعلاقات غير معلنة لكنها مفتوحة مع إسرائيل، وأجرت زيارات رفيعة متبادلة، منها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو لمسقط في 2018. 

وبالرغم أن السلطنة لم تنضم رسميًا للاتفاقات الإبراهيمية، إلا أن موقفها يوصف بـ"الحيادي الإيجابي"، التطبيع العلني لا يزال غير مرجح حاليًا بسبب توازناتها الداخلية والخارجية.

 قطر

تربط قطر بإسرائيل علاقات غير مباشرة، خصوصًا عبر الدور الذي تلعبه في الوساطات بقطاع غزة، لكن الدوحة ترفض الانضمام الرسمي إلى الاتفاقات الإبراهيمية. 

حيث أن الموقف القطري ثابت، لا تطبيع دون حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية. رغم ذلك، هناك قنوات مفتوحة للتنسيق الأمني والإنساني.
 

مركز ايجيبشن انتربرايز للسياسات والدراسات الإستراتيجية-Egyptian Enterprise  اتفاقيات أبراهام سياسة

الدول  المتحفظة على الانضمتم للاتفاقية

 سوريا

سوريا تُعد من أكثر الدول رفضًا للتطبيع مع إسرائيل، ويرتبط موقفها بجملة عوامل، هي استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولا، وعدم وجود تسوية سياسية شاملة في الجولان، لكن هناك عدة عوامل تشير إلى أن سوريا قد تنضم للاتفاقات الأبراهيمية خاصة عقب الأحداث المتصاعدة في الشرق الأوسط .

بعد طلب ترامب سوريا للانضمام .. ما هي الاتفاقيات الإبراهيمية التي ترسم  خريطة علاقات إسرائيل بالعرب؟ | المشهد اليمني

 الجزائر

الجزائر تقود المعسكر الرافض للاتفاقات الإبراهيمية في شمال أفريقيا، وقد عبرت رسميًا عن رفضها لأي تقارب مع إسرائيل.

 ويستند موقف الجزائر إلى دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية، كما يُوظف سياسيًا داخليًا لتعزيز موقف الحكومة أمام المعارضة.


الاتفاقات الإبراهيمية مرشحة للتوسع، لكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا، بسبب التعقيدات الإقليمية، وعلى رأسها حرب غزة، فالسعودية هي الدولة الأهم على خارطة التطبيع المقبلة، لكن موقفها حاليًا مجمَّد بانتظار متغيرات سياسية وميدانية.

سوريا ترفض التطبيع بشكل قاطع وتربط أي تغيير بمسألة الجولان، وهناك دول مثل موريتانيا وعُمان وقطر قد تشهد تحركات مرنة دون إعلان رسمي.

تم نسخ الرابط